في خضم الصراعات المتكررة التي تعصف بالجنوب، يغيب عن البعض أن للحوثي يداً خفية تعبث من وراء الستار، تؤجج الفتن، وتغذي الانقسامات. ما شهدناه في 2018 و2019، وما يدور اليوم في حضرموت، ليس بمعزل عن مخططات الحوثي، بل هو امتداد لها.
الخطير في الأمر أن هناك محادثات سرية، ترعاها أطراف إقليمية، تسعى لتسوية سياسية تمنح الحوثي نصيب الأسد، بينما يُطلب من الجنوبيين دفع ثمن خلافات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
الأخطر أن بعض الجنوبيين، دون وعي، ينجرون إلى صراعات عبثية تخدم الحوثي وتضعف الجبهة الداخلية.
الحوثي لا يحارب الجميع بنفس الطريقة. هو يدرك أن الإصلاحيين خصومه العقائديون، لذا يستخدمهم كفزاعة لتخويف الجنوبيين، مستغلاً كراهية بعض الكفلاء لهم ويضرب عصفورين بحجر .. فالحوثي اخطر ممايتوقع البعض.
واذا اردت ان تتحقق من هذا التوجه فانظر الى اعلام الانتقالي واعلام المؤتمر الشعبي واعلام طارق عفاش ستجدهم جميعاً يلتقون على خصومة الاصلاح.. مع ان السعودية تحتظن الاصلاح.
وهكذا و نجح والحوثي في جعله فزاعة تجنبه مواجهتهم وتصرفهم عن المعركة الحقيقية ضد الحوثي.
وهكذا تتحول المعركة من مواجهة عدو مشترك إلى اقتتال داخلي لا يخدم إلا الحوثي.
المنطق يفرض أن تتوحد القوى السياسية، بكل أطيافها، نحو هدف واحد: إسقاط مشروع الحوثي، وبناء الدولة. بعدها، يمكن للجميع أن يتنافسوا سياسياً في ظل دولة تحمي الجميع ويتم مناقشة قضية الوحدة او الانفصال بطرق سلمية تجنب الجميع مغبة الصراعات العبثية وسفك الدماء وفي النهاية لاتحل المشكلات الا بالحوار ولكن بعد ان يقع الفاس في الراس.
المعركة الحقيقية ضد الحوثي لا ضد بعضنا البعض.
فهل نعي الدرس قبل فوات الأوان؟