آخر تحديث :الخميس-27 نوفمبر 2025-06:40م

قرار ترامب... شهادة براءة غير مقصودة.؟

الخميس - 27 نوفمبر 2025 - الساعة 10:27 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في مفارقة سياسية لافتة، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية ليقلب الطاولة على خصوم الجماعة، لا سيما في الإعلام العربي الموالي للتطبيع، الذين طالما اتهموها بالعمالة لواشنطن.


سواء اتفقت مع الإخوان أو اختلفت معهم، فإن هذا القرار الأمريكي، الذي كان يُراد به الإضرار بهم، قد تحول في نظر البعض إلى *ختم براءة* من تهمة طالما رُوج لها: التبعية للولايات المتحدة. فكيف تكون الجماعة عميلة لواشنطن، وهي تُدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية؟!


بعض وسائل الإعلام العربية بالغت في اتهام الإخوان بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مستخدمة ذلك كأداة لتشويههم أمام الرأي العام.

لكن قرار ترامب الأخير وضع هذه الرواية في مأزق، وكشف عن تناقض صارخ في الخطاب الإعلامي الرسمي، الذي وجد نفسه فجأة في موقف دفاعي، يبرر قرارًا أمريكيًا كان يفترض أن ينسجم مع مزاعمه.

وذلك يثبت ان التناقضات الصارخة للإعلام العربي.


*غزة...اختبار الإنسانية*

في الوقت الذي تعرضت فيه غزة لحملة إبادة جماعية، وقفت بعض الأنظمة العربية في صف الاحتلال، بينما أظهرت شعوب غربية، رغم اختلافها الديني والثقافي، تضامنًا إنسانيًا مع الفلسطينيين.

هذا التباين يطرح سؤالًا مؤلمًا: كيف فقد بعض الحكام العرب إنسانيتهم، بينما احتفظ بها من يختلفون معنا في الدين واللغة؟


إنها مأساة حقيقية، بل وصمة عار، أن تكون الشعوب الغربية أكثر إنصافًا لغزة من بعض الحكومات العربية، التي اختارت الاصطفاف مع المحتل، متجاهلة معاناة شعب يُباد أمام أعين العالم.


قد يكون قرار ترامب محاولة لعزل الإخوان سياسيًا، لكنه في نظر كثيرين، جاء بنتائج عكسية، فضح فيها الإعلام العربي المتصهين، وأعاد طرح أسئلة جوهرية حول من يخدم من، ومن يقف حقًا في صف الشعوب المقهورة.