آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-12:42م

إخفاقات أهداف نوفمبر جنيف

الأحد - 23 نوفمبر 2025 - الساعة 02:18 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


بعد إقصاء جبهة التحرير من العمل السياسي والثوري وإجحاف حقها في المشاركة في العمل الثوري وملاحقة قياداتها وتعطيل مشاركة منتسبيها في اعمال الثورة وإطلاق تهم الخيانة والعمالة على المخالفين لها ومن هم ينتسبون لاحزاب وهيئات سياسية وثورية بعيدة عن الجبهة القومية وأبعادها مع كثير من التجمعات السياسية الأخرى كحزب الرابطة وإغلاق دائرة العمل الثوري والسياسيى على أعضاء الجبهة القومية فقط متناسين دور كل الفصائل الثورية والسياسية في العمل الثوري والسياسي لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م.

توجه وفد الجبهة القومية وحيداَ معزولا عن باقي رفاق الكفاح إلى جنيف لحضور الإجتماع مع وفد المملكة المتحدة للتفاوض على شروط إنسحاب الجيش البريطاني وتحرير الجنوب العربي برئاسة قحطان الشعبي وعضوية عبداللطيف الشعبي وعبد الفتاح إسماعيل وسيف الضالعي وأخرين مع قلة الخبرة في العمل السياسي التفاوضي في معزل عن رؤى القوى الثورية الأخرى في الجنوب مع إشعال فتيل الخلافات الداخلية معها سابقا لها نشوب حرب أهلية بين الفصائل المختلفة أدت إلى زعزعة الوئام الإجتماعي والتلاحم المجتمعي فيما كان يسمى بإتحاد الجنوب العربي قبل إعلان قيام جنهورية اليمن الديمقراطي الذي تمخض عن إعلان جنيف في عشية الثاني والعشرين من نوفمبر لعام 1967م وبعيداَ عن مشورة الإخوة في الشمال للإستفادة من تجربتهم وعدم الوقوع في الأخطاء والإرهاصات لثورة سبتمبر ولتمثيل اليمن شمالا وجنوبا في المفاوضات حيث كان من أهداف الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية تحقيق الوحدة اليمنية .

تلك العزلة لوفد الجنوب العربي نتج عنها عدم إلتزام بريطانيا بكل ما تعهدت به بريطانيا للوفد فلم تؤدٖ ماالتزمت به من تعويض مالي قدر بستبن مليون جنيه استرليني عن الوضع المتردي الذي خلفته في جنوب بعد مكوثها قرابة مئة وتسع وعشرون عام فكان من السهولة تنصلها من تلك الإلتزامات وقيامها بسحب قواتها دون أن تتمكن قوات الجبهة القومية من محاصرة قواتها حيث كانت تلك القوى منشغلة بتسوية الخلافات مع شركائها الخصوم .

لم يحقق وفد الجبهة القومية إلى جنيف كل أهداف نوفمبر التي ذهب من أجلها وعاد بأهداف مبثورة منقوصة تمكنت بريطانيا بدهائها وحنكتها السياسية ومناوراتها من التنصل من كثير من الإلتزامات رغم إعلان الإستقلال عشية الثلاثين من نوفمبر لكل ذلك تحملت الحكومات المختلفة الكثير من أجل السير بالدولة الجديدة قدما رغم كل المعاناة من شح الإمكانيات وخضوعها لسياسة التبعية بطريقة مباشرة او غير مباشرة لقوى إقليمية ودولية ولم تكن بريطانيا بمنأى عن تلك السياسات التي ظلت تحاول توطيد تواجدها حتى تم إتخاذ بعض الإجراءات التي قطعت ٱمال بريطانيا في إستمرار تواجدها.

عصام مريسي