آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-06:34م

الجنوب… بين مسؤولية اللحظة وضرورة القرار

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 03:45 م
مشعل محسن المنصوب

بقلم: مشعل محسن المنصوب
- ارشيف الكاتب


يمر الجنوب اليوم بمرحلة لا تحتمل التأجيل ولا المعالجات البطيئة. فالتحديات التي تتزاحم على الواقع الجنوبي من الخدمات المنهارة إلى الضغوط السياسية والاقتصادية تضع الجميع أمام مسؤولية حقيقية: إمّا إدارة واعية وقوية للمرحلة، أو ضياع الفرص التي انتظرها الناس لسنوات طويلة.


ورغم كل الظروف، أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي أنه الرقم الأصعب في المعادلة، وصاحب الحضور الأكبر على الأرض. لكن قوة الواقع تتطلب اليوم ما هو أكثر من الثبات العسكري والسياسي؛ تتطلب قرارات جريئة وعمل مؤسسي منظم يعالج الأزمات من جذورها، ويحوّل التحديات إلى نقاط قوة.


الخدمات… الامتحان الحقيقي


يعرف الجميع أن صبر الناس بدأ يضيق، وأن ملفات الخدمات الكهرباء والرواتب والمياه أصبحت معيارًا حقيقيًا لقياس أداء أي قيادة. وهذه ليست مسؤوليات هامشية، بل أساس الاستقرار.

المطلوب اليوم خطط واضحة، حلول عملية، ومصارحة الناس بما يجري… لأن الشارع الجنوبي يريد أفعالًا تُرى، لا عبارات تُقال.


وحدة الصف… قوة الجنوب


تجارب السنين الماضية أثبتت أن الجنوب ينهض عندما تتوحد مكوناته، ويتراجع عندما تتشتت أصواته.

الخلاف موجود، لكن الهدف أكبر من كل اختلاف. ومعروف أن قوة الجنوب في تلاحم أبنائه، وفي قدرتهم على تقديم المصلحة الوطنية فوق أي حسابات ضيقة.


الدبلوماسية… معركة بلا ضجيج


العالم يتغير بسرعة، ومن لا يحجز له مكانًا على الطاولة يجد نفسه خارج اللعبة ،ولذلك فإن استمرار المجلس في بناء علاقات مع القوى الإقليمية والدولية، وإيصال صوت الجنوب بوضوح وواقعية، هو جزء من معركة الوجود. فالسياسة اليوم لا تُدار بالعاطفة، بل بالمصالح… ومن يفهم اللعبة يكسب دعمًا ويحمي مشروعه.


العمل المؤسسي… أساس المستقبل


المرحلة القادمة تحتاج مؤسسات قوية، إدارة دقيقة، وتمكين حقيقي للكفاءات والشباب. الجنوب ليس مشروعًا مؤقتًا، بل مستقبل كامل يحتاج إلى عقول تخطط وتعمل، لا إلى حلول لحظية.

ومن دون مؤسسة قوية وشفافة، لن يكتب النجاح لأي مشروع سياسي مهما كانت شعبيته.


الخلاصة: الجنوب يريد فعلاً واضحًا وقرارًا شجاعًا


الناس في الجنوب يعرفون طريقهم، ويعرفون ما يريدون. يريدون استقرارًا، خدمات، صوتًا موحدًا، وقيادة قادرة على الإمساك بزمام المرحلة دون تردد.

والفرصة الآن مواتية رغم كل الصعوبات لبناء جنوب أقوى، أكثر تنظيمًا، وأكثر حضورًا سياسيًا.


القضية ليست مجرد إدارة أزمة، بل إدارة مستقبل.

والجنوب يستحق مستقبلًا يليق بتضحيات أبنائه وبمن وقف على الأرض ودفع الثمن.


مشعل محسن المنصوب

رئيس الجاليه الجنوبيه ولايه ألاباما الامريكيه