آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-06:34م

الإسلام هو نمط حياة يرفع من شأن النفس ويهدي الإنسان.

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 03:24 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


عند قراءة سورة الماعون في القرآن الكريم، وأغلب المسلمين يعرفها، نجد أن آيات هذه السورة تحمل القدرة على إصلاح البشرية جمعاء إذا تم فهمها بشكل صحيح من قبل المسلمين وغيرهم وفقًا للمنهج الإنساني. حيث تتحدث السورة عن الرحمة باليتيم وإطعام الفقراء، وهم الأكثر حاجة للمساعدة بين الناس. هذا الخطاب يذكر الغافلين بأهمية القيام بتلك الأعمال النبيلة تجاه فئة من المجتمع.


ولا يتماشى هذا الخطاب مع من يكذب بالدين وينكر المبادئ الأساسية التي يجب أن تُبنى عليها المجتمعات... وتوضح الآيات في سورة الماعون، منذ بداية الإسلام، ما هو العمل الصالح للإنسان، ولكن من يتجاهل اليتيم ولا يحث على إطعام المسكين، هو الأجدر أن يتجاهل الشعب بأكمله، ولكن هناك تهديد من الخالق سبحانه بالعقاب "ويل".


وللأسف إن هؤلاء يركزون على الشكل والمظهر الخارجي "النفاق" فيظن المنافق أن الصلاة تكفيهم، لكنهم في الحقيقة جهلوا الإعتقاد الذي ينجيهم من العقاب، لماذا؟ لأنهم غافلون عن الصلاة بمعناها العميق، وهي تهذيب للنفس، وهذا النوع من الناس يفتقر إلى الإنسانية السوية ويكون غافلاً... وهذه الغفلة تمنعه من أعمال البر والإحسان.


ومهما عرضت أمامهم أشد الصور حزناً وهم اليتيم والمساكين في المجتمع، فلا تحرك فيهم أي وازع ديني وأخلاقي، فيموت الضمير الحي فيهم، فلا يجد مساق للعمل الصالح فيهم، فكانت صلاتهم دون إحسان ومعروف، وهي فارغة من المعنى.


وإن الشخص الذي يكذب بالدين ويتجاهل اليتيم ولا يحث على إطعام المساكين هو من يسيطر عليه الجشع ولا يهتم بالمعروف تجاه اليتيم والمسكين. ويتضح لنا أن الصلاة، ليست مجرد أداء حركات روتينية دون إحسان ومعروف، فهي ليست سوى وهم وخداع للنفس.


إن الشخص الغافل عن تلك الأعمال هو من يفقد المعنى الحقيقي للحياة... والإسلام يوضح لنا أن الدين ليس مجرد أداء شعائر، بل هو أسلوب حياة شامل يرفع من شأن النفس ويهدي الإنسان إلى الطريق المستقيم.