آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-01:28ص

في حمى القلعة

الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 10:00 م
د. عوض احمد العلقمي

بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


انطلقت في هذا الصباح نحو القلعة مسرعا ، وإذا بمسجد عتيق عظيم مازال يتحدى عوادي الدهر ، سألت قائد المركبة ، ما اسم هذا المسجد ؟ قال : مسجد السلطان فلان ، وبعد قليل من الوقت بدا أمام ناظري حصن أعظم ، يحتل المكان الأعلى في حاضرة المعز ، عند ذلك سألت ، وما هذا الحصن المنيع يا أخا العرب ؟ قال : إنها القلعة التي تريد زيارتها ، قلت : الله كم يشبهها ذلك المسجد ، بل كأنه صنوها ، وعند وصولي إلى البوابة الخارجية لسور القلعة ، جلست قليلا بجانب الحارس ، وأنا أحدق ببصري شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، قال الحارس : إلام تنظر يا هذا ؟ قلت : أنظر إلى هذا التل المنيع الذي يصافح القلعة من الجهة الجنوبية ، قال : إنه جبل المقطم الذي يعد الجزء المكمل للقلعة ، قلت : صدقت يا أخا العرب إنه الصنو الآخر للقلعة ...

بعد ذلك توجهت نحو بوابة القلعة الرئيسة ، لعلي ألج إلى أعماقها ، وأعرف شيئا من مهول عجائبها ، وقفت أمام نافذة قطع التذاكر للحصول على تذكرة الدخول ، غير أنني عدت بخفي حنين ، منكسرا إذ لم أحصل على التذكرة ؛ لأنني لا أملك بطاقة تأشيرة ، أو بلغتهم فيزا كارت ...


في حمى القلعة 2


بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي


بعد ذلك عدت أسرب نحو البوابة الخارجية ، وإذا بالحارس يسألني ، أراك قد عدت ألم تدخل القلعة ؟ قلت : كلا لم يحالفني الحظ ؛ إذ ليس لدي بطاقة تأشيرة ، قال : اجلس هنا ، وسوف ندفع ثمن التذكرة لأي زائر ، وهو بدوره سوف يقطع لك التذكرة ، قلت : أشكرك أخي العزيز ، سوف أعود لزيارة القلعة في يوم آخر ...

استقليت مركبة نحو أقرب محطة للقطار الداخلي ، وإذا بسور عتيق يرافقنا ، عليه الكثير من آيات الزمن الغابر ، زمن القوة والعنفوان والكبرياء ، سألت قائد المركبة ، ما اسم هذا السور ؟ قال : اسمه فم الخليج ، قلت : ماذا يعني فم الخليج ؟ قال : يعني الناقل لمياه النيل إلى قلعة صلاح الدين .

صمتنا قليلا عن الكلام ، وإذا بنا نلامس جسرا ، تحته بضعة أكشاك ، وزوايا مشحونة بالكتب القديمة ، تشكو من التنظيم والتنظيف والترتيب ، فضلا عن عزوف القارئ ، وعدم التفاته إليها ، أو السؤال عن حالها ، عند هذا أخذني الفضول إلى سؤال قائد المركبة ، ما اسم هذا المكان يا أخا العرب ؟ أجاب اسمه أبو الريش ، وهذه الأكشاك تحوي المصادر والمراجع العلمية القديمة إن شئت شيئا منها ، قلت : أشكرك أخي العزيز على هذا التنبيه الطيب منك ، غير أن ما استلفت نظري هو حالها البائس الذي يحاكي حال المواطن العربي المأزوم في راهننا يا أخا العرب ، وهنا ابتسم ثم قال : كلنا في الهوى سواء ... المعز ، عند ذلك سألت ، وما هذا الحصن المنيع يا أخا العرب ؟ قال : إنها القلعة التي تريد زيارتها ، قلت : الله كم يشبهها ذلك المسجد ، بل كأنه صنوها ، وعند وصولي إلى البوابة الخارجية لسور القلعة ، جلست قليلا بجانب الحارس ، وأنا أحدق ببصري شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، قال الحارس : إلام تنظر يا هذا ؟ قلت : أنظر إلى هذا التل المنيع الذي يصافح القلعة من الجهة الجنوبية ، قال : إنه جبل المقطم الذي يعد الجزء المكمل للقلعة ، قلت : صدقت يا أخا العرب إنه الصنو الآخر للقلعة ...

بعد ذلك توجهت نحو بوابة القلعة الرئيسة ، لعلي ألج إلى أعماقها ، وأعرف شيئا من مهول عجائبها ، وقفت أمام نافذة قطع التذاكر للحصول على تذكرة الدخول ، غير أنني عدت بخفي حنين ، منكسرا إذ لم أحصل على التذكرة ؛ لأنني لا أملك بطاقة تأشيرة ، أو بلغتهم فيزا كارت ...


في حمى القلعة 2


بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي


بعد ذلك عدت أسرب نحو البوابة الخارجية ، وإذا بالحارس يسألني ، أراك قد عدت ألم تدخل القلعة ؟ قلت : كلا لم يحالفني الحظ ؛ إذ ليس لدي بطاقة تأشيرة ، قال : اجلس هنا ، وسوف ندفع ثمن التذكرة لأي زائر ، وهو بدوره سوف يقطع لك التذكرة ، قلت : أشكرك أخي العزيز ، سوف أعود لزيارة القلعة في يوم آخر ...

استقليت مركبة نحو أقرب محطة للقطار الداخلي ، وإذا بسور عتيق يرافقنا ، عليه الكثير من آيات الزمن الغابر ، زمن القوة والعنفوان والكبرياء ، سألت قائد المركبة ، ما اسم هذا السور ؟ قال : اسمه فم الخليج ، قلت : ماذا يعني فم الخليج ؟ قال : يعني الناقل لمياه النيل إلى قلعة صلاح الدين .

صمتنا قليلا عن الكلام ، وإذا بنا نلامس جسرا ، تحته بضعة أكشاك ، وزوايا مشحونة بالكتب القديمة ، تشكو من التنظيم والتنظيف والترتيب ، فضلا عن عزوف القارئ ، وعدم التفاته إليها ، أو السؤال عن حالها ، عند هذا أخذني الفضول إلى سؤال قائد المركبة ، ما اسم هذا المكان يا أخا العرب ؟ أجاب اسمه أبو الريش ، وهذه الأكشاك تحوي المصادر والمراجع العلمية القديمة إن شئت شيئا منها ، قلت : أشكرك أخي العزيز على هذا التنبيه الطيب منك ، غير أن ما استلفت نظري هو حالها البائس الذي يحاكي حال المواطن العربي المأزوم في راهننا يا أخا العرب ، وهنا ابتسم ثم قال : كلنا في الهوى سواء ...