لحظة بنكية، وهامش ذكريات الدراسة

في ظل هذا الزخم الفسادي المزعج، وأجواء الغيوم التي تجيب الهموم.. تبرز إشراقات أمل، وشلالات عطاء، وبصمات رجال وكوادر نقشت أساميها، وسجلت جهودها المعطاءة في سجلات التقييم، ولوحات الشرف..

تظهر عطاءات كفاءات كثيرة نذكر منها الأخ أحمد ناصر أمذيب مدير بنك عدن الإسلامي فرع أبين، وهو نموذج إيجابي، وصدر رحب، وكادر ملهم لموظفيه، ولكل من يتعامل معه.

والطريف أن أحمد أمذيب هو زميل دراسة لي.. درسنا في ثانوية جعار سابقًا، الفاروق حاليًّا هو في القسم العلمي، وأنا في القسم الأدبي وكنت متزعمًا.. طلعت الأول في الامتحاني الوزاري على مدرستي 1980/1981، وغالبا ما أحوز المراكز الأولى والمتقدمة من صف أول.. سرحت شوية، الشيء بالشيء يذكر. وزميلي أحمد ذكي وخلوق وهادئ.. طموح صامت، كثيرًا ما يترفع عن جدال ومناجمات الأصحاب، ويروح في جوه.. خياله حتى أن البعض اتهمه بالغرور، وما هو بغرور، ولكنه اعتزاز وسمو بالنفس عن كل يكدر صفوها، أو يشينها.

كعادة الأيام تفرَّق وتباعد بين الأصدقاء والزملاء، وتشتت بهم في كل مذهب وناحية، وكل منا سلك طريقًا.. خطوات طريقه تميزت عن كل مزامليه بأنها كانت طموحة ومرتبة، ونال ما يستحق من مكانة نظرًا لجهوده ومواهبه وسعيه المثابر.

من أول ما تم افتتاح فرع بنك عدن الأول في أبين، شعر المواطنون.. المتعاملون والمؤسسات بتعامل غير، وتسهيلات تجذبك إلى البنك مرة ثانية، وتخرج ناثرًا عطور الثناء على أصحابه.. شكل، أسلوب مختلف من بقية الفروع.. أنا أسمع مثل غيري طيلة تلك المدة ولم أذهب إلى البنك إلا اليوم، وطابق ماشاهدته اليوم ما كنت أسمعه من قبل.. شيء يثير الاعتزاز.

ويلاحظ أن كثيرًا من الموظفين المتعاملين مع بعض البنوك يغادرونها، ويتجهون إلى بنك عدن، ويتم قبولهم، وآخرهم دفعة من زملائنا الدكاترة والموظفين من جامعتنا.. جامعة أبين هربًا من سوء معاملة القطيبي الذي يخصم عليهم حوالى 3600 بينما بنك عدن يخصم 600،وهذا ما قاله زملاؤنا الذين حولوا مرتباتهم إلى بنك عدن..

وزميلنا الكادر البنكي أحمد ناصر أمذيب ينتمي إلى أسرة في حرور أبين معظم أفرادها كوادر بارزون في مجتمعاتهم: أخوه د.جمال أمذيب المدير الحالي لمعهد أمين ناشر في عدن، والمدير العام السابق لمكتب الصحة والسكان في أبين، وأخوهم فضل ناصر أمذيب كادر تربوي متقاعد، ورئيس التنظيم الناصري الشعبي فرع م/أبين ،وكذا أخوهم محمود ناصر أمذيب نائب سابق لمدير ثانوية الفاروق بجعار، وعضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري..يمكن القول عنها في جعار إنها أسرة نموذجية.