آخر تحديث :الأربعاء-10 ديسمبر 2025-06:09م

دور الإمارات في اليمن بين الحقائق على الأرض والدعاية المغرضة

الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 02:26 م
مطيع سعيد سعيد المخلافي

بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


منذ انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على السلطة الشرعية، واستيلائها على العاصمة صنعاء وعدداً من المحافظات اليمنية بقوة السلاح، كانت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في طليعة دول التحالف العربي الداعم والمساند للشرعية اليمنية. وقدمت الإمارات دعماً عسكرياً واسعاً، شمل التسليح والتدريب والمشاركة الفاعلة في المعارك البرية والجوية، وسقط لها العشرات من الشهداء الذين امتزجت دماؤهم بدماء اشقائهم اليمنيين في أكثر اللحظات صعوبة.


ولم يقتصر دور الإمارات على الجانب العسكري، وإنما أسهمت بقوة في دعم الشعب اليمني سياسياً واقتصادياً وتنموياً وخدمياً وإنسانياً. وشملت مشاريعها الطرق والمطارات والكهرباء والمياه والمدارس والمستشفيات، وغيرها من المشاريع في عدداً من المحافظات والمناطق اليمنية.


ورغم هذا الدور الواضح، وشراكة الدم التى لا تُنسى، تمضي بعض المكونات السياسية ومعها مجموعة من النشطاء والإعلاميين في حملات عدائية تستهدف الاشقاء في دولة الإمارات، في محاولات مكشوفة لتشويه دورها الوطني في دعم اليمن والشرعية. وعلى الرغم من أن الإمارات قدمت ما لم يقدمه غيرها في ميادين القتال والمواقف السياسية وملفات الإغاثة والخدمات والتنمية، يصر هؤلاء على تقديم صورة مشوشة لدورها، في خطاب لا يمكن تفسيره إلا بالأغراض السياسية والرغبة في تضليل الشارع.


ما الذي يدفع هؤلاء لمهاجمة دولة اختلط دم شهدائها بدماء اليمنيين في جبهات الشرف والمواجهة؟

ما الذي يدفعهم لتشويه من قدم السلاح والمواقف السياسية والإغاثة والخدمات في المحافظات المحررة؟

هل لأن الإمارات ساهمت بفاعلية في هزيمة الميليشيات الحوثية في العديد من مناطق ومحافظات الجمهورية وفي مقدمتها عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة والساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة؟

أم لأنها خففت الكثير من معاناة المواطنين في المدن والمحافظات المحررة؟

أم لأن هذه الأطراف خسرت مصالحها الشخصية والدعم الذي كان يغذي نفوذها؟


المفارقة العجيبة أن كثيراً ممن يهاجمون الإمارات اليوم، كانوا بالأمس من أشد المصفقين لدورها والمشيدين بمواقفها، قبل أن تتغير مصالحهم فينقلب موقفهم رأساً على عقب.


ما يقوم به هؤلاء ليس نقداً سياسياً، ولا حرصاً على الوطن، بل هو تشويه متعمد وتدليس مستمر ومزايدة رخيصة، تصب في خدمة المشروع الحوثي. ففي الوقت الذي يحاصر فيه الحوثي اليمنيين ويجر البلاد إلى الهاوية، يصر هؤلاء على شن حملات تحريضية على الإمارات وعلى القوى الحقيقية التي تقاتل على الأرض، متجاهلين العدو الحقيقي.


ولهؤلاء نقول بكل وضوح وبلا مواربة: أوقفوا الكيد.. أوقفوا الأكاذيب.. أوقفوا حملات التشويه.

فمعركتكم هذه خاسرة ومضللة ولا مكان لها في لحظة وجودية كهذه، ولا مستفيد منها سوى الميليشيا الحوثية.


إن اليمن اليوم بحاجة إلى توحيد الصف الجمهوري، والتخلي عن الأنانيات والمصالح الضيقة، والعودة إلى المسار الوطني الصحيح والتنسيق مع الأشقاء الذين وقفوا معنا، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والاستعداد للمعركة الفاصلة مع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، واستعادة الدولة والجمهورية والتوجه لبناء مستقبل يليق بالشعب اليمني.