آخر تحديث :الأربعاء-10 ديسمبر 2025-02:45م
أخبار وتقارير

كيف تعاطت وسائل إعلام الحوثيين مع أحداث حضرموت؟ (نظرة من الداخل)

الأربعاء - 10 ديسمبر 2025 - 01:42 م بتوقيت عدن
كيف تعاطت وسائل إعلام الحوثيين مع أحداث حضرموت؟ (نظرة من الداخل)
القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

تابعت وسائل إعلام جماعة الحوثي، وعلى رأسها المسيرة نت، التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة من زاوية خطابية تسعى بشكل واضح إلى تقديم الجماعة بوصفها “المدافع الوحيد عن الوحدة الوطنية اليمنية”، في وقت تراجع فيه حضور الأطراف السياسية الأخرى أو التزمت الصمت إزاء الأحداث المتسارعة في المحافظات الشرقية.

ومن خلال قراءة التقرير المنشور في المسيرة نت وتقارير اخرى في وسائل الاعلام الحوثية حول ما يجري في حضرموت والمهرة، يتضح أن الإعلام الحوثي وظّف الاضطرابات الحالية لتثبيت صورة سياسية محدّدة، تقوم على أن الجماعة هي الطرف الذي يقف في مواجهة مشاريع التقسيم، فيما تُقدّم بقية القوى اليمنية — بما فيها الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي — بوصفها “أدوات محلية” ضمن صراعات نفوذ خارجية. ويعيد الخطاب الحوثي، عبر هذا الأسلوب، رسم مشهد سياسي يُظهر الحوثيين كحامل حصري لفكرة الدولة الموحدة، رغم أن الجماعة نفسها تفرض واقعًا أحاديًا في مناطق سيطرتها.

ويشير مسار التغطية الإعلامية إلى أن الجماعة تحاول استثمار حالة الاضطراب في حضرموت والمهرة لتعزيز موقعها السياسي، مستغلة الصمت أو التباطؤ الذي تبديه العديد من الأطراف اليمنية حيال التطورات. فبينما تتصاعد الأحداث ميدانيًا وسياسيًا في المحافظتين، يغيب خطاب موحد من القوى المناهضة للحوثيين، ما يترك المجال مفتوحًا أمام الجماعة لتقديم نفسها باعتبارها الطرف الأكثر قدرة على “حماية وحدة اليمن” وفق صياغة إعلامها.

ويعتمد خطاب الحوثيين، كما يظهر في التقارير المنشورة، على إنكار أي عوامل محلية وراء التحولات الجارية، واستبدالها بسردية تضع السعودية والإمارات في قلب الأحداث باعتبارهما “المخططين الرئيسيين” لمشاريع التقسيم، وهو ما يسمح للجماعة بتقديم موقفها بوصفه “ردًا وطنيًا” على تهديد خارجي لا داخلي. وفي هذا الإطار، تُسقط وسائل إعلام الحوثي أي تعقيد أو اختلاف داخل المحافظات الجنوبية، لصالح رواية موحدة تضع كل الأطراف الأخرى في موقع “الخيانة” أو “التآمر”.

ويبرز بوضوح أن الجماعة تستغل غياب الخطاب السياسي القادر على مخاطبة التطورات في حضرموت والمهرة، لتعزيز حضورها في المشهد الوطني عبر الإعلام، وتقديم نفسها كقوة “تحافظ على وحدة اليمن” بينما يتحرك الآخرون — وفق الرواية الحوثية — في إطار مشاريع خارجية. ويزداد هذا الخطاب تأثيرًا في ظل تشتت المواقف داخل معسكر المناهضين للحوثيين، وغياب رسائل واضحة حول مستقبل حضرموت والمهرة، ما يمنح الإعلام الحوثي فرصة لتثبيت سرديته دون مقاومة تُذكر.

وتشير القراءة المحايدة إلى أن هذه الاستراتيجية الإعلامية قد تُحدث تأثيرًا واسعًا على الرأي العام، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتم تقديم الجماعة كـ"الطرف الوطني الوحيد" القادر على منع تقسيم البلاد، في حين يُنظر إلى بقية القوى اليمنية كأطراف صامتة أو غير فاعلة في مواجهة ما يجري وهذا امر بالغ الخطورة يبدو ان الاطراف الاخرى لا تتنبه له.


غرفة الأخبار / عدن الغد