آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-01:28ص

حقوق حضرموت.. والهجوم غير المبرر على البحسني

الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 01:22 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


قرأتُ في مواقع التواصل الاجتماعي بيان اللواء فرج البحسني حول القرارات التوافقية التي اتُّخذت في مجلس القيادة بهدف تطبيع الأوضاع في أهم محافظة نفطية من حيث الثروة والمساحة والأمن والسلام. وقد تضمّن البيان إشارة إلى تَلكُّؤ رئيس مجلس القيادة في إصدار قرارات هامة تخص حضرموت وإعادة تطبيع الحياة فيها .


ويبدو من البيان أن اللواء البحسني، عضو مجلس القيادة، يدعو إلى إصدار القرارات بعد التشاور مع بقية أعضاء المجلس، وهو ما أثاره بشكل واضح .


تساؤلات :


السؤال الذي يطرح نفسه:

لماذا يعمل رئيس مجلس القيادة ضد مصالح حضرموت؟

هل يريد أن تندلع مواجهات تُدمّر النسيج الاجتماعي الحضرمي المتماسك؟

أم هل يرمي إلى مزيد من تجويع الشعب وتدمير الخدمات ونهب الثروات لصالح آخرين بينما يعاني المواطن من الجوع والقهر؟


يبدو أن اللواء البحسني قد شعر بأن رئيس المجلس يستهدفه ويستهدف الحضارم بشكل أو بآخر، وهذا أمر غير مقبول إطلاقًا. فحضرموت قدّمت الكثير وتعرّضت للتهميش من الحكومات المتعاقبة، وبقيت المحافظة التي ترفد الدولة بأكثر من 70% من موازنتها من دون خدمات، وخاصة الكهرباء التي تعد شريان الحياة .


مناشدة :


نناشد رئيس مجلس القيادة بالإسراع في إصدار القرارات التوافقية التي تخص حضرموت وشعبها المسالم .


إنصاف البحسني :


لا نريد الخوض في تفاصيل مرحلة البحسني عندما كان محافظًا، فله إيجابيات وسلبيات كما هو حال كل مسؤول، لكن لا يمكن تجاهل أن الدولة المركزية كانت العامل الأكبر في الحدّ من قدرته على تنفيذ المشاريع. ولا يمكن إنكار أن اللواء فرج أنجز الكثير، وفرض الأمن والاستقرار في ربوع حضرموت، وجعل الحضارم ينعمون بالأمن والطمأنينة. ومن يعمل لا بد أن يخطئ، لكن المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات أمر يترك للمحللين .


شخصيًا لا أعرف اللواء البحسني ولم ألتقه يومًا، ولم يطلب مني أحد أن أكتب عنه، لكنني أكتب من أجل حضرموت، وهو ابن حضرموت مثلنا، وقد عمل قدر استطاعته وتحمل مسؤولية المحافظة وقيادة النخبة الحضرمية في المنطقة العسكرية الثانية لسنوات.


الحملات الإعلامية غير المبررة :


الغريب أن العديد من أبناء مكوّن معيّن، وآخرين غيرهم، شنّوا منذ الأمس حملات إعلامية ضد البحسني في مواقع التواصل الاجتماعي. ولم أكن أرغب أن يهاجم أي حضرمي أحد أبناء حضرموت، خاصة عندما يكون هدفه خدمة المحافظة وتطبيع الحياة فيها، مهما كانت الخلافات في وجهات النظر .


دعوة للحضارم :


يا حضارم، علينا أن نقبل بعضنا، وأن نستمع لبعضنا الآخر، ولا بأس في النقد الموضوعي البنّاء لتصحيح الأخطاء، لكن دون نبش الماضي والعودة إلى سنوات مضت كان فيها البحسني محافظًا وقائدًا عسكريًا .


لم أرَ في المحافظات الأخرى من يتحدث بسلبية عن محافظ مأرب أو غيرها كما نفعل نحن أحيانًا مع أبناء جلدتنا. الماضي لن يعود، وعلينا جميعًا النظر إلى الواقع والمستقبل من أجل حضرموت وشعبها، والابتعاد عن الفتن والوشايات التي لا تخدم إلا أعداء حضرموت. ولنجعل حضرموت وطنًا لكل الحضارم، ولنغرس المحبة والألفة والتعاون فيما بيننا.


والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل .