آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-01:28ص

حضرموت والواقع اليوم

السبت - 15 نوفمبر 2025 - الساعة 02:47 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


قرأت تعليقًا ممتازًا لابن مالك عن طريق القبيلة وأهميته لسكان الهضبة الغربية في دوعن. وقد أشار في مقاله إلى الجهود الكبيرة التي بذلها رجال المال والأعمال من الحضارم في إنشاء هذا الطريق. ونأمل استكمال تنفيذ المشروع دون الإساءة لأي شخصية حضرمية أسهمت بجهد في خدمة حضرموت في تلك الظروف. فمن عمل شيئًا، سواء كان رجلَ أعمال أو مواطنًا أو مسؤولًا، فإن جهده يُسجَّل له .


حضرموت أرضنا جميعًا، وتنميتها واجب علينا، وهي أولويتنا في كل شيء يا حضارم ، يجب أن يحميها الجميع من الفتن والفوضى والصراعات التي لا تنفع. وفي الدول المجاورة أمثلة واضحة على أهمية الأمن والاستقرار. وينبغي أن تكون حضرموت آمنة مستقرة لكل أهلها دون استثناء، فحماية ثروتها مسؤولية الجميع .


كما يجب أن نجنّب حضرموت وأهلها المنغصات؛ فقد عانى أهلها كثيرًا من الهجرة والشتات، وكم من مسافر لم يعد إلا من رحم ربي وخدمته الظروف، أو عاد خبر وفاته إلى أهله وأرضه التي ولد فيها وعاش طفولته وربما سنوات من شبابه .


حضرموت اليوم تغيّرت، وكذلك تغيّرت الظروف والعوامل الداخلية والخارجية. ورغم صعوبة المواصلات وتحديات الطرق ووسائل النقل، إلا أن هناك انفتاحًا ملموسًا. وما نحتاجه هو مزيد من التكاتف والمحبة والألفة والتنازل لبعضنا البعض والتسامح .


حضرموت غنية بموارد كثيرة مكتشفة وغير مكتشفة، ولم تُستثمر بعد، ولذلك توصف بأنها أرض بكر. والسؤال هو: كيف يكتشفها الإنسان الحضرمي؟


لا مانع من الاستعانة بمن لديهم القدرة على العمل من أبناء حضرموت في الداخل أو في الخارج، أو حتى بالخبرات الأجنبية. فهذه من مهام الدولة التي تسيطر على الأرض وتمتلك القرار السياسي .


هناك آلاف الكوادر الحضرمية في الداخل وفي بلدان المهجر، ولو وُجّهت لهم الدعوة فلن يتوانى الكثير منهم عن العودة وخدمة وطنهم. وفي شرق آسيا وحدها توجد كوادر حضرمية كبيرة، فضلًا عن دول الإقليم .


لكن كل ذلك لن يتحقق إلا بمزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتكاتف بين الجميع، والابتعاد عن صراعات الأحزاب والمكونات التي لا تتفق غالبًا إلا على مصالحها الخاصة ، ولم تنجح تجربة الأحزاب المتناقضة المتصارعة في أي بلد عربي، إذ يدخل إليها الكثير بدافع المصالح الشخصية .


الحضارم يجب أن يجعلوا حضرموت ومصلحتها أولويتهم ، وأن يسعوا لتطويرها ، وليس عيبًا أن ينتمي المرء إلى حزب أو مكوّن، لكن عليه أن يدرس الواقع جيدًا. وأكرر: لا يوجد بلد عربي نجحت فيه الأحزاب ذات الأيديولوجيات المتصارعة.


علينا توحيد الكلمة والصف الحضرمي قدر المستطاع، وأن نغرس في الجيل الجديد حب حضرموت، ونعرّفه بتاريخ بلده، خصوصًا أن كثيرًا منهم يجهلون هذا التاريخ. وأن نتفق على كلمة سواء، ولن يخيب الله أملنا، فهو الهادي إلى سواء السبيل .