آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-08:34م

ما بين التجميل والواقع .. وما يحتاجه الجنوب فعلاً !

السبت - 15 نوفمبر 2025 - الساعة 07:42 ص
هاني البيض

بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب


كل ما يُباع للناس من شعارات ودعايات سياسية في الجنوب لا يفيد ولن يغيّر الحقائق… هذا أولًا.


ثم إن هناك كثيرًا من السياسيين الجنوبيين يُجمّلون الوهم ويُخادعون شعبهم، وهكذا جرت العادة في كثير من الواقع اليمني بكل دوائره المجتمعية والسياسية للأسف.


بينما الطريق الحقيقي لمستقبل الجنوب ما زال غامضًا في ظل كل هذه التعقيدات والتحديات الواسعة التي تفوق قدرات الأطراف السياسية ذاتها، وبالمشهد اليمني بكليّته والخريطة اليمنية بكل تعقيداتها وتحولاتها.


ولكن من الواضح أن الكثير يهربون من قول الحقائق كما هي، إمّا خوفًا من كلفة الموقف أو بحثًا عن مكاسب آنية.


أعتقد أن المرحلة تستدعي شجاعة الكشف لا المهادنة، وطرح الحقيقة بموضوعية ومسؤولية بعيدًا عن أي التباس أو محاولة تغييب لوعي الناس.


لذلك نؤكد دائمًا، أمام هذا المنعطف المربك والصعب الذي يمر به الجميع، على أهمية رؤية واضحة وشاملة للمشهد اليمني بكليّته، بأقاليمه وعمقه الاجتماعي وشمول مكوناته… لصياغة مسار جديد يضمن للجنوب حقه ومكانته في المستقبل المنظور، في الإطار الجامع بكل توازناته ومعادلاته وامتداداته.


الجنوب اليوم لا يحتاج إلى مزيد من الدعاية السياسية ولا إلى مروّجين، بعد كل تلك الأحداث والتطورات التي مرّ بها والظروف المحيطة به، بل يحتاج إلى قيادات رشيدة تقرأ اللحظة بعمق وتضع الجنوب على طريق واضح ومسار محترم قابل للتنفيذ والتطوير.


الجنوب يحتاج إلى صراحة ومواقف أكثر واقعية، لا تمويه ولا تغطية، وإلى قيادات تُدرك حجم المرحلة وتتحمّل مسؤولية إدارة شؤون الناس وتضع مصلحة المواطنين فوق حسابات النفوذ.


الجنوب والشمال اليوم بحاجة إلى وضوح في الرؤية وشجاعة تُعيد ترتيب الأولويات بما ينسجم مع استحقاقات الواقع وتحولات الإقليم واهتمامات المجتمع الدولي.


تحياتي لكل متابعيني الكرام.

هاني البيض