في زمن تتكاثر فيه الأزمات وتتراجع فيه الإمكانات، يواصل الاتحاد اليمني لكرة القدم نضاله بشرف وإصرار، يعمل في أحلك الظروف دون دعم حكومي أو سند من رؤوس الأموال، يقف وحيدًا في الميدان بين سندان النقد القاسي ومطرقة الإهمال الرسمي.
ومع ذلك، لم يتراجع، ولم يرفع الراية البيضاء، بل ظل ثابتاً ، يعمل بصمت وضمير وطني حي، مؤمناً بأن خدمة الرياضة اليمنية هي شكل من أشكال خدمة الوطن نفسه، وأن من يحمل راية المنتخب يحمل معها أحلام الملايين الذين ينتظرون لحظة فرح تنسيهم وجع السنين.
لقد أثبت الاتحاد، قيادة وكوادر، أنه ليس مجرد مؤسسة رياضية، بل جبهة من جبهات الصمود الوطني، تقاتل بإمكانات محدودة وإرادة لا تنكسر، وتعيد رسم الأمل في وجوه أرهقها الانتظار.
ومن هنا، فإن الواجب الوطني يفرض على الجميع حكومة وجمهور وإعلام أن يقفوا خلف هذا الكيان بكل صدق وإنصاف، لا أن يثقلوا كاهل العاملين بالنقد الهدام، بل عليهم أن يقدروا من يصمد في أحلك الظروف واصعبها، فالاتحاد اليمني لكرة القدم لا يحتاج إلى تصفيق مؤقت، بل إلى وعي وطنيٍ دائم.
إن وراء هذا الاتحاد رجالاً يؤمنون بأن القيادة مسؤولية وطنية قبل أن تكون وجاهة، وأن الصمت في زمن الضجيج أبلغ من ألف خطاب. رجال كرسوا حياتهم لخدمة الوطن والرياضة اليمنية بإخلاص نادر، فكانوا عنوان الوفاء ورموز الصمود، يعملون لا لأجل الشهرة، بل لأجل الوطن.