تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل سيطرة جماعة الحوثي، مشهداً مؤلماً يوثق معاناة السكان مع استمرار الحرب وانقطاع المرتبات، حيث أصبح الصبر العملة الوحيدة المتداولة بين المواطنين.
اضطرت العديد من الأسر إلى بيع مقتنياتهم الشخصية وأثاث منازلهم لتأمين أبسط مستلزمات الحياة اليومية، خصوصاً الغذاء، وسط غلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية. يقول أحد السكان: "لم أعد أملك خياراً آخر، فالراتب متوقف منذ سنوات، والطعام أصبح حلماً صعب المنال."
وتتفاقم الأزمة مع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية وغياب الدعم المنتظم، مما دفع الأسر إلى البحث عن أي موارد متاحة لتغطية حاجاتهم اليومية، سواء من خلال بيع أجهزة كهربائية، أو أثاث منزلي، أو حتى الملابس والأدوات الشخصية.
ويشير خبراء إلى أن هذه الحالة تعكس تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وتأثير الحرب الطويلة على حياة المواطنين البسطاء. إذ لم تعد أزمة الغذاء مجرد مشكلة عابرة، بل تحولت إلى تهديد يومي لبقاء الأسر في صنعاء.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يظهر اليمنيون إصراراً على الصمود والتكيف مع الأزمة، لكن واقعهم اليوم يؤكد أن الحلول المستدامة لا تأتي إلا بوقف الحرب وإعادة تدفق المرتبات والخدمات الأساسية.
إن ما يحدث في صنعاء اليوم ليس مجرد أزمة مالية، بل أزمة إنسانية حقيقية تكشف هشاشة الاقتصاد وصبر المواطن اليمني، الذي أصبح في ظل هذه الظروف عملته الوحيدة لمواجهة تحديات البقاء.