آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-04:33م

احترام خصوصية النساء في المرافق الطبية واجب لا تفضّل

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - الساعة 12:17 م
هبة العيدروس

بقلم: هبة العيدروس
- ارشيف الكاتب



قرأت اليوم مقالاَ مؤلماً يحكي معاناة امرأة أثناء ت

لقيها خدمات طبية في أكثر من مركز طبي مقدم لهذه الخدمات، تجربة تختصر ما تواجهه كثير من النساء في صمت داخل المرافق الطبية، من انتهاك لخصوصيتهن وسوء معاملة يفترض ألا يكون له مكان في مهنة تقوم أساسًا على الرحمة والرعاية.


تعيش كثير من النساء مواقف صادمة وأحيانًا مؤلمة في كل زيارة لمستشفى أو عيادة في بلادنا، ليس فقط من الألم الجسدي الذي جئن لعلاجه، بل من انعدام الخصوصية، أو سوء التعامل، أو الإهمال في أبسط حقوق المريضة في الأمان والاحت

رام.


ما زالت بعض المراكز الطبية تتعامل مع المريضات وكأنهن مجرد "حالات أو أرقام"، دون مراعاة الجانب الإنساني والأخلاقي، ودون الالتزام بالحد الأدنى من القواعد التي تضمن لهن بيئة آمنة تحترم كرامتهن.

أن تُجبر مريضة على فحص بجهاز يجريه رجل رغم اعتراضها أو اشتراطها المسبق، أو أن تُترك بلا إشراف كافٍ، أو تُعامل بغلظة وسخرية، كل ذلك ليس مجرد تقصير، بل انتهاك واضح لحقوقها القانونية والإنسانية.


لذلك من الواجب أن نذكركم بأن الخصوصية حقٌّ أصيل لكل مريضة، لا يُنتزع منها تحت أي ظرف، وأن الطبيب والممرضة مؤتمنان على الجسد والروح قبل المرض والعلاج. كما أن الرقابة الطبية والأخلاقية ليست رفاهية، بل ضمان لسلامة المجتمع وثقة الناس بالقطاع الصحي.


ونطالب وزارة الصحة وجميع الجهات المعنية بتفعيل الرقابة الجادة على المرافق الصحية والطبية، وضمان وجود طواقم نسائية لإجراء الفحوصات الخاصة بالن

ساء، وتدريب الكوادر على التعامل الإنساني والأخلاقي، ومحاسبة أي تجاوز يُخل بكرامة المريضة أو سلامتها.


صوت النساء يجب أن يُسمع، وحقوقهن يجب أن تُصان، فالطبّ رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة.