" *في بيوت أذن الله أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال * لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب* " في الآية بيان أهمية مركزية بيوت الله وأن فيها يصنع الرجال وأنها منطلق إلى غيرها من الأعمال ففيها يذكر الله كثيرا وفيها يدعو العباد ربهم ويناجونه ويجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم وينجون بأجسادهم ونفوسهم من صراع الحياة والتنافس على الدنيا والتزاحم في الأسواق ومن عثرات الأفعال والأقوال
ويستعيد الإنسان فيها أنفاسه ويجمع شتات فكره
يخرج من المسجد إذا أحسن استغلال وقته في ذكر الله وشكره بطاقة إيمانية لا تقطعه معها ملهيات البيع والشراء وما زاد من الصفقات أو نقص منها بل هو في حالة من الخوف لا يرى أن شيئا يشغله كشغل الوقوف بين يدي ربه في مقام الحساب وأرباح الحسنات والسيئات
فيا لأهمية المساجد وما تقوم به من دور في حياة المسلمين لو أحسنوا العمل في تحقيق المقاصد الشرعية التي بنيت لأجلها لو حصل ذلك لصنعت منهم جيلا قادرا على التغيير والإصلاح والبناء
جيل لا يخلد إلى مجد آبائه بل يقوم إلى المجد بنفسه شعاره :
لسنا وإن كرمت أوائلنا * يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا * تبني ونفعل مثلما فعلوا
محمد العاقل
