يريد الحوثيون من السعودية والحكومة اليمنية "استسلاماً غير مشروط" .. وإلا فسوف يهاجمون المطارات المدنية (اليمنية).
يسيطر الحوثي على ملايين اليمنيين ويعلم أنه إذا لم يسقهم إلى الحرب فسوف يسوقونه إليها.
ذكر وول ديورانت قصة نادر قيلي، القائد الفارسي الذي امتلك جيشا عظيما غزا به الهند ووسط آسيا. حين تأكد قيلي من ضخامة جيشه أدرك أن الحرب لوحدها قادرة على أن تنفق على كل تلك الحشود، وأن تكلفة السلم قد تكون باهضة الثمن، وربما يخسر فيها رأسه. وهكذا مضى في البلدان من حرب إلى أخرى، كخيار إجباري، حتى خر صريعاً.
ماذا بعد غزة؟ لا يملك الحوثي إجابة لشعبه سوى البحث عن حفلة جديدة للصواريخ والمسيرات. لا أدري ما إذا كانت إيران ستسمح له بإهدار ما بقي لديه من مقذوفات، أو أن يتورط مع خصوم لم يعودوا هم خصوم أمس. ذلك أن إيران تستعد ل"حرب ظل" طويلة مع إسرائيل، تملك فيها الأخيرة أوراقا تقنية واقتصادية وسياسية عديدة. أما إيران فتملك القليل من الحيل والإمكانات في تلك الحرب المعقدة. يقع الحوثيون ضمن المخزون الإيراني الذي سيعمل في حرب الظل، ستشغلهم لصالحها رغماً عنهم. ما لا تريده إيران من عبدالملك أن يهدر قدراته في مواجهة ليست أولوية لها، بل يمكن تفاديها.
م. غ
