آخر تحديث :الثلاثاء-18 نوفمبر 2025-07:10ص

التوافق أساس وحدة شعب حضرموت

الثلاثاء - 04 نوفمبر 2025 - الساعة 10:54 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


في المشهد السياسي الراهن في محافظات الجنوب، أرى اليوم اتجاهاً واضحاً لدى كثير من المكوّنات التي يعتبر قادتها أنفسهم مسؤولين ومنتمين إلى محافظات مختلفة، يسعون بكل ما أوتوا من قوة ومن فرص نحو تمكين أبناء محافظاتهم في المناصب، أو توجيه المشاريع التنموية وغيرها إلى محافظاتهم الأصلية، لتكون الأولوية لأبناء مناطقهم ، وهذا هو الواقع الذي نشهده في هذه المرحلة ..


هناك محاولات لتجميع أبناء كل محافظة لتوحيد جهودهم وتماسكهم، ولو كان ذلك على حساب المحافظات الأخرى. هذا هو الواقع القائم اليوم في المناطق المحرّرة، رغم انتماء هؤلاء إلى مكوّنات أو أحزاب سياسية، إلا أن الجهوية أصبحت السائدة في هذه الفترة من تاريخنا المعاصر، سواء في تعيينات المناصب الهامة في الدولة والشرعية أو في توزيع المشاريع وغيرها..


حضرموت والتحدي القائم :

يا أبناء حضرموت،لماذا لا نتوحّد جميعاً كما يفعل الآخرون في المحافظات الأخرى؟

لدينا في حضرموت العديد من المكوّنات السياسية والاجتماعية، مثل الحلف والمرجعية والمجلس الوطني، فلماذا لا يتم عقد حوار توافقي صادق بين هذه المكوّنات من أجل حضرموت ومصالحها وشعبها؟ ..


أعتقد أنه لا يوجد حضرمي واحد يعارض مطالب حضرموت التي قدّمها الحلف، وعلى رأسها تحسين خدمات الكهرباء وغيرها من المطالب المشروعة التي تضمّنها بيان الحلف الصادر في 31 يوليو 2024، إضافة إلى حماية ثروات حضرموت التي تُنهب كل يوم دون أن يستفيد منها أبناؤها في التنمية وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في المحافظة ..


ولا أرى أن بين الحضارم خلافاً كبيراً يستدعي القلق؛ فعلى أبناء حضرموت في إطار مكوّناتهم السياسية أن يبقوا حيث هم، لكن ينبغي أن تكون حضرموت وأرضها هي الأولوية في الولاء والانتماء ..


دعوة للتقارب والتفاهم :

لا أجد اختلافاً أو تباعداً كبيراً بين الحضارم، فالجميع هدفه واحد: تنمية حضرموت وإبراز دورها وتوحيد شعبها في كل مدينة وقرية وهضبة من أجل حضرموت ..


عند النظر إلى خارطة حضرموت، لا نجد تناحراً أو تعصّباً أو تنافساً حادّاً بين أهلها، بل ما تفتقده حضرموت هو من يسعى لتقريب وجهات النظر بين أبنائها، وإطلاق حوار جاد حول ميثاق شرف حضرمي يضع مصلحة الأرض والثروة والإنسان في المقدمة ..


اليوم نرى أبناء المحافظات الأخرى يتبوّأون مراكز مهمة ويخدمون مناطقهم، بينما حضرموت تفتقر إلى مثل هذه الروح التكاملية.

ومع ذلك، لا يوجد بين مناطقها وقبائلها خلافات تُذكر، بل هناك معاهدات وسوارح قائمة منذ عشرات السنين، يسودها التوافق والتآلف والتعاون والإخوة والمحبة ..


الرسالة الختامية :

المطلوب اليوم هو إظهار التعاضد والوحدة الحضرمية على أرض الواقع، وأن يتنازل كل منا للآخر لأننا إخوة وأقارب وجيران تربطنا أواصر الدم والمصاهرة ، فهدفنا جميعاً هو بناء حضرموت ورفع شأنها وتنميتها، وتعزيز تماسك فئاتها الاجتماعية المختلفة ..


إن التوافق والتقارب هما الأساس، وبدونهما قد تضيع حضرموت من بين أيدينا لصالح من يسعون إلى بث الفرقة بين أبنائها وتأجيج الخلافات التي — والحمد لله — لا وجود حقيقياً لها ..


لقد باتت ثروات حضرموت تُنهب، وأبناءها يستجدون حقوقهم منها دون أن يحصلوا على نصيبهم العادل ..


إن وحدة الشعب الحضرمي في هذا الظرف التاريخي تمثل الأساس وأداة الضغط التي تمكّن حضرموت من نيل حقوقها وتحقيق أهدافها في شتى مجالات الحياة ..


آمل أن أكون قد قدّمت رؤية يمكن من خلالها الوصول إلى وحدة حضرموت وتحقيق ما يصبو إليه الشعب الحضرمي، وأن يكون الحوار والتوافق هما المدخل الحقيقي للنجاح.


والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.