آخر تحديث :الأحد-21 ديسمبر 2025-01:11ص

من قلب شبوة ينبض الشعر ... صوت الأجيال وذاكرة المكان

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - الساعة 10:56 م
عادل القباص

بقلم: عادل القباص
- ارشيف الكاتب


تنهض شبوة هذا العام على إيقاع الشعر وصوت الكلمة، لتكتب فصلاً جديدًا من حكاية الجمال والإبداع عبر النسخة الرابعة من مسابقة شاعر شبوة لعام 2025م.

إنها ليست مجرد مسابقة عابرة، بل مهرجانٌ للروح، واحتفاءٌ بالهوية، وانتصارٌ للكلمة التي لا تزال تنبض في وجدان الإنسان الشبواني منذ فجر التاريخ.


برعاية كريمة من محافظ المحافظة الشيخ عوض محمد بن الوزير، وتنظيم مكتب الثقافة بالمحافظة بقيادة الدكتور فيصل حسين البعسي، الذي أضحى اسمه مرادفًا للحراك الثقافي الفاعل في شبوة، تتجدد هذه التظاهرة الشعرية وسط حراكٍ ثقافيٍّ نابضٍ تتوهج فيه الأسماء الشابة ، وتتعانق فيه الأصالة بالمعاصرة في مشهدٍ يليق بتاريخ الأرض وكرم الإنسان .


يواصل الدكتور فيصل البعسي، مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة شبوة، عمله بإخلاصٍ منقطع النظير صباحًا ومساءً، مؤمنًا بأن الثقافة هي بوابة الوعي، والشعر هو ضمير المكان. فجهوده المتواصلة في رعاية الموهوبين وتنظيم الفعاليات والمهرجانات جعلت من شبوة وجهًا مشرقًا على خارطة الثقافة اليمنية والعربية.


وفي مركز الشاعر يسلم بن علي الثقافي بمدينة عتق ، جمهورٌ سيأتي من مختلف مديريات المحافظة ، يتذوّق الشعر بقلوبٍ مشعّةٍ بالمحبة والانتماء. هناك، تمتزج القصيدة بالوجدان، ويتحوّل الشعر إلى لغةٍ جامعةٍ بين الأجيال، بين من حملوا القافية دهورًا، ومن يكتبون الآن ملامح مستقبلها بخطواتٍ واثقة.


تتولى لجنة التحكيم برئاسة الدكتور ناصر سعيد العيشي رئيس إتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين بالمحافظة ، وعضوية الشاعر المخضرم خالد سويدان بن فهيد والمهندس الشاعر المبدع وليد محمد عبدالرب العوادي ، مهمةً دقيقةً في فرز المتسابقين وتقييم النصوص الشعرية وفق معايير فنية راقية.

وقد أسفرت الجهود عن اختيار أربعين شاعرًا يمثلون مختلف مديريات المحافظة، قُسّموا إلى ثماني مجموعات في انطلاقةٍ جديدةٍ لدور الأربعين، الذي يُنتظر أن يشهد منافسةً شعريةً تفيض بالجمال والإبداع، في منافسةٍ ساخنةٍ وقويةٍ يتمنى الجميع فيها التوفيق للجنة التحكيم أمام هذا الزخم الإبداعي الكبير.


ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا اللجان الميدانية التي تعمل بصمتٍ واحتراف، مؤمنةً بأن الثقافة مسؤولية جماعية ورسالةٌ تتجاوز حدود الزمان والمكان.

الكل في شبوة اليوم على موعدٍ مع الشعر، يتنفّسه الناس كما يتنفّسون هواء الصباح، في انتظار ما ستسفر عنه هذه النسخة الرابعة التي غدت عرسًا ثقافيًا واحتفالًا بالهوية والإنسان.


إن مسابقة شاعر شبوة لم تعد فعاليةً موسمية، بل ظاهرةً ثقافيةً متجددة تؤكد أن شبوة — أرض الحضارة والتاريخ والكرم — لا تزال تنبض بالحياة، وتكتب بالقصيدة وجهها المشرق على صفحات الزمن.

ففي كل بيتٍ من بيوت شبوة شاعر، وفي كل قصيدةٍ روحُ وطن، وفي كل موسمٍ من مواسم الإبداع وعدٌ بمستقبلٍ أكثر إشراقًا للكلمة والإنسان .