آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

الأنانية المفرطة ونهج الغزاة..!

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - الساعة 03:44 م
خالد شوبه

بقلم: خالد شوبه
- ارشيف الكاتب


/​خالد شوبه


​لا أعتقد أن شخصًا يفقه في أبجديات السياسة، لا يعي خطورة قنبلة «النازحين» الموقوتة والمزروعة في الشارع الجنوبي، على قضيتنا الجنوبية.


​كما لا يختلف اثنان حول الإشكالية "الداخلية" الأخرى التي تواجه مشروعنا التحرري بسبب بعض أبناء جلدتنا الذين اتخذوا من مصالحهم الفردية الأنانية الضيقة خطاً أحمر يحظر تجاوزه أو حتى المساس به ولو كان على حساب الوطن..!


​للأسف، كل الأمرين أشد خطورة من الآخر، فالنازحون الذين يتوافدون على محافظات الجنوب من كل حدب الشمال وصوبه، هي "كارثة كبيرة" وخطر حقيقي يهدد ديموغرافية الجنوب وهوية شعبه، وتزداد خطورته بتغلغل خلاياه السرطانية في جسد النسيج الاجتماعي الجنوبي، مستغلين في ذلك حالة التعاطف الإنساني والأخلاقي الذي يتميز به عامة شعب الجنوب..!!


​في المقابل، لا تقل خطورة "المصالح الأنانية المفرطة" من قبل ثلة من إخواننا الجنوبيين، عن كارثة النزوح "نهج الغزاة الممنهج"، والذين يسعون بكل جد وكد إلى تأجيج الصراع المناطقي بين أبناء الجنوب، ويغرسون خناجرهم العنصرية المسمومة في خاصرة الوطن، فكلما حاول التعافي والنهوض زادوا جسده المجروح مزيدا من طعنات الغدر، ظنا منهم أن تمزق الوطن وهلاكه سيحمي مصالحهم القذرة ويضمن بقاءهم أعلى سلم الخيانة، ولو فني في ذلك شعب الجنوب بأكمله..!


​لذا لا غرابة في الأمر، حين تجتمع مصالح الطرفين هنا وتلتقي، طالما والهدف واحد وهو إرباك الشارع الجنوبي وزعزعة أمنه واستقراره، وخلق حالة من الفوضى والتوتر الدائم في الجنوب، وتهيئته كبيئة غير مستقرة وحاضنة للإرهاب والإرهابيين، الأمر الذي من خلاله تضمن تلك الفئات العدوانية ديمومة البقاء والتواجد المستمر، وبالتالي يتحقق لها أكبر قدر ممكن من الأهداف والطموحات المتمثلة في تعطيل قضية شعب الجنوب ووأد أحلامه وطموحاته في استعادة دولته.


​وعلى هذا يستمر التخطيط والبذل بسخاء في ذلك من قبل الغزاة وأزلامهم ومعاولهم الهدامة، فيما على الطرف النقيض الآخر، يواصل أبناء الجنوب الشرفاء تضحياتهم ونضالهم واستبسالهم في تعزيز أمنهم واستقرار بلدهم.


​ومع التأكيد على أن لا تغفل أعيننا عن كل تلك الأمور الخطيرة وألا نستهين بها، سيبقى الجنوب وشعبه الطيب المسالم واعيا ومحروساً بعناية الله أولاً، ثم بعدالة قضيته وإخلاص أبنائه..

وسينتصر دوما وأبدا، ولو كره في ذلك الكارهون..!