/محمد سعيد الزعبلي
من المعروف أن انطفاء الكهرباء في عدن لم يعد مجرد أزمة خدمية عابرة، بل أصبح جرحًا يوميًّا مؤلمًا يتجرعه المواطن المقهور ليلًا ونهارًا، في ظل صمتٍ مريب من الجهات المسؤولة، حتى باتت صرخات الناس تُقابل بلا مبالاة.
لقد كانت عدن في يومٍ من الأيام من أوائل مدن الجزيرة العربية التي عرفت الكهرباء، واليوم – ويا للمفارقة – تغرق في الظلام! أليس من المعيب أن تصل عدن، بتاريخها العريق وحضارتها المدنية، إلى هذا الحال المؤسف؟
إن ما يسمى بـ"الشرعية" التي تمسك بمفاصل السلطة في عدن تعيش في وادٍ، والمواطن في وادٍ آخر. فالفساد المستشري، من أعلى الهرم إلى أدناه، وغياب الضمير والمسؤولية، جعل المدينة رهينة الإهمال والفوضى. لكن كل ذلك – برأيي – ليس السبب الحقيقي لما وصلت إليه الأوضاع اليوم، فالمشكلة أعمق من سوء الإدارة والفساد.
إنها سياسة ممنهجة ومتعمدة تهدف إلى إذلال المواطن العدني وتركيعه لأهدافٍ سياسية دنيئة لا تمت للوطن بصلة. ومع ذلك، يظل أبناء عدن عصيين على الانكسار، صامدين في وجه القهر والمعاناة، متمسكين بكرامتهم وإيمانهم بأن للظلم نهاية.
ويبقى السؤال الذي يطرحه كل مواطن في عدن:
متى سنرى مسؤولين يعملون من أجل الوطن والمواطن حقًّا؟
متى تُقدَّم مصلحة الناس على المصالح الشخصية والحزبية؟
ذلك ما يتمناه المواطن، وذلك ما ننتظره.