/صدّيق الطيار
برأيي، السبب الرئيس لكثير من معاناتنا، ليست الأوضاع والأحداث والأزمات التي نعيشها، بل مقاومتنا لها، ورغبتنا في أن تكون حياتنا كما نريد لا كما هي عليه..
الحياة تُعاش بطريقة سلسلة، وهذا لا يعني الاستسلام للظروف والأزمات والصبر عليها، بل يعني أن نعرف متى نتحرك ومتى نقف.. متى نصمم ومتى نترك.. متى نقول نعم للحياة، ومتى نقول "طززز" للأشياء التي لم تحدث كما أردنا.
سلاسة العيش ليست ضعفاً، بل تعني أن نمارس المرونة والتكيف مع الظروف دون أن نفقد ذاتنا.. ويتحقق ذلك بعدم تشبثنا بالأشياء وتعليق سعادتنا على شخص معين أو ظروف معينة ننتظر حصولها.
أن نعيش بسلاسة، يعني أن نتقبل التغير المستمر، وأن نفهم أن الخسارة قد تكون فتحاً لنا، وأن التأخير قد يكون وراءه حكمة، وأن الألم أحياناً هو طريق إلى وعي جديد..
الطريقة السلسة في الحياة هي أن نتعامل مع كل موقف وكأنه مُعلّم، وأن ننظر إلى كل صعوبة وقساوة بعين المتأمل لا بعين الضحية.. وأن نستبدل سؤال (لماذا حدث هذا لي؟) إلى (ما الذي يريد الله عز وجل أن يعلمني إياه من هذا الموقف؟)..
حينها، سنجد أن حياتنا تصبح أخف، وتبدأ قلوبنا تهدأ وتستكين.. ورغم كل ما يحدث حولنا من أزمات ومحن، إلا أننا نمضي بثقة وثبات، وكأن كل شيء يتعاون معنا لا ضدنا.
