آخر تحديث :الأحد-02 نوفمبر 2025-12:12ص

سيرته العطرة.. في ذاكرة الأجيال

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - الساعة 12:41 م
عبدالله ناجي علي

بقلم: عبدالله ناجي علي
- ارشيف الكاتب


عندما يرحل الإنسان عن هذه الدنيا الفانية، يتذكره الناس بما ترك من بصمات إيجابية تخدم المجتمع، خاصة عندما تدعو هذه البصمات إلى بناء حياة الإنسان على أسس العدالة الاجتماعية، ونشر قيم الحرية والمواطنة الحقة.


وهذه القيم لا تأتي عادةً إلا من رجال عاشوا في حياتهم شرفاء، ووطنيين حقًا .

وهذا هو الدرب الذي سلكه فقيدنا الراحل اللواء محمد ناجي سعيد في حياته البسيطة، التي اتسمت ببساطة روحه الجميلة التي سخرها لخدمة الوطن والشعب، صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير نحو الأفضل وتحقيق العدالة الاجتماعية.


يُعد محمد ناجي سعيد من القادة اليساريين القلائل الذين حافظوا على مبادئهم التي تقف مع الضعفاء - من عمال وفلاحين وصيادين والطبقة الوسطى في المجتمع بشكل عام - وظل فقيدنا الراحل محافظًا عليها متمسكًا بها بكل ما أوتي من قوة حتى آخر لحظة في حياته.


ولم ينزلق إلى فساد السلطة كما فعل كثيرون من اليساريين الذين أدوشونا بشعارات القيم ومبادئ اليسار الاشتراكي خلال عقود من الزمن، لكنهم انتهوا إلى خاتمة مخزية، حين رأيناهم وقد تحولوا إلى برجوازيين يعيشون على أموال الفساد ، مع علمهم بأنها أموال حرام، والطامة الكبرى أنهم صاروا يتباهون بنهب المال العام ! .


كان محمد ناجي سعيد قياديًا يساريًا متصوفًا ، زاهدًا في متاع هذه الدنيا الفانية، عاش حياته نزيهًا شريفًا متواضعًا إلى درجة تثير الإعجاب. وهكذا يكون العظماء، فسمتهم الأساسية هي التواضع.


عاش حبيبنا الراحل وهو يطمح إلى بناء الدولة المدنية العادلة، وسخر كل جهوده السياسية والقيادية المكثفة لتحقيق ذلك، بالتعاون مع قوى التحديث الأخرى.

وقد تجلت جهوده الاستثنائية سياسيًا وعسكريًا بشكل أكبر بعد حرب صيف 1994م الظالمة، التي دمرت "المشروع الوحدوي" الذي تم الاتفاق عليه بين قيادات جنوب اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وشماله (الجمهورية العربية اليمنية).

ومنذ ذلك الحين، أي بعد حرب تدمير المشروع الوحدوي، مثل قائدنا الراحل المرجعية الأساسية لمسار الحراك الجنوبي، مع بقية المناضلين الشرفاء.


رحل محمد ناجي سعيد بعد أن ترك لنا إرثًا نضاليًا كبيرًا نظيفًا ، أو لنقل مدرسة نضالية مشبعة بالزهد والنزاهة وحب الوطن، والثبات على المبادئ دفاعًا عن مصالح الشعب.

واتصف فقيدنا بالقيادي العسكري المحترف والمناضل السياسي المثقف، لذا كان رحيله في هذا التوقيت خسارة كبيرة لا تعوض، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب قيادات استثنائية عقلانية وناضجة سياسيًا ، من أمثال فقيدنا الراحل محمد ناجي سعيد.


وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول: رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.


الكاتب الصحفي

عبدالله ناجي علي