في الوقت الذي تتكاثر فيه الأزمات وتُحاك به المؤامرات ضد البلاد، نجد بعض القادة العسكريين منشغلين بإصدار بيانات التعزية والتهنئة لبعضهم البعض، وكأنهم في عالمٍ آخر.
اللواء يعزي العميد، والعميد يهنئ العقيد، والبلاد من حولهم تتأرجح على حافة الخطر.
نتساءل: أين مواقفهم مما يجري؟ لماذا لا نسمع منهم كلمة استنكار واحدة أو تصريحاً يعبّر عن وعيهم بخطورة ما يحدث؟
هل أصبحت المجاملات التي يتبادلونها في التعازي والتهاني سلّماً للوصول إلى أمانيهم وطموحاتهم، أم بديلاً عن الواجب الوطني؟
هل أصابهم العجز، أم أن الصمت صار لغة التواطؤ؟
لقد أرهقنا هذا المشهد البارد الذي لا يليق برجالٍ يُفترض أن يكونوا في الصف الأول دفاعاً عن الوطن، لا في طابور المجاملات الرسمية.