إنّ ما نشهده اليوم في المناطق المحرَّرة من اليمن من دعمٍ واسعٍ بمعداتٍ عسكريةٍ لفصائل قبلية وأخرى حزبية، تحمل مسمّياتٍ مختلفة، بعضها يُنسب إلى قائده كـ”قوات أبو فلان”، وبعضها الآخر يُنسب إلى حزبٍ أو كيانٍ بعينه، وفي مناطق متفرقة من البلاد — دون توحيد هذه التشكيلات تحت قيادةٍ واحدةٍ ومسمّى وطنيٍّ موحّد وعملياتٍ أمنيةٍ منسّقة — يعطينا انطباعاً واضحاً بأن هذا الدعم لا يتم بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع، وهما الجهتان الرسميتان التابعتان للحكومة الشرعية المعترف بها.
إنّ هذا الواقع يكشف عن مساعٍ مريبة تهدف إلى تفتيت البلاد وتمزيق نسيجها الوطني، ودفعها نحو دويلاتٍ صغيرةٍ متناحرة لا تقوم لها قائمة.
وأكبر دليلٍ على ذلك هو ما تتعرض له القوات النظامية المحسوبة على الشرعية — المعترف بها محلياً ودولياً — من تهميشٍ وإقصاء، رغم كونها القوة الوحيدة التي ما زالت تحمل اسم اليمن الكبير، وتمثل وجوده وهويته.
فبقاء هذه القوات قويةً وفاعلةً يعني بقاء اليمن موحداً، وحصناً منيعاً أمام كل محاولات التقسيم والانقسام.