آخر تحديث :الإثنين-27 أكتوبر 2025-12:45ص

عبدالحبيب سالم مقبل وتشي جيفارا: أيقونات الحرية والنضال

الخميس - 23 أكتوبر 2025 - الساعة 03:20 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


في سماء التاريخ، يسطع نجم عبدالحبيب سالم مقبل جنبًا إلى جنب مع تشي جيفارا، كرمزين خالدين للحرية، النضال، والمبادئ الإنسانية. كل منهما حمل في قلبه شعلة الإصرار على الحق، ورفع راية المقاومة ضد الظلم والقهر، كل بطريقته، وكل في زمنه، لكن الرابط بينهما واحد: حب الوطن والكرامة الإنسانية والوفاء للمبادئ.


عبدالحبيب سالم مقبل، الصحفي اليمني صاحب الكلمة الشهيرة “الديمقراطية كلمة مرة”، لم يكتب من أجل الشهرة أو النفوذ، بل من أجل حق الشعب في المعرفة والعدالة والحرية. ثلاثون عامًا مضت على استشهاده، وما زال صوته يهز الضمائر ويُلهم الأجيال، فقد جسد معنى التضحية والإخلاص للوطن والكلمة الحرة.


تشي جيفارا، الثائر الأرجنتيني-الكوبي، لم يكتفِ بالكلمة، بل حمل السلاح دفاعًا عن حرية الشعوب المستضعفة، مؤمنًا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بالجهد والشجاعة والمبادئ الراسخة. كلاهما، الصحفي والسياسي، والثائر الثوري، ترك بصمته في التاريخ، وأصبحا منارة للأجيال التي تبحث عن الحرية والكرامة والعدالة.


تموت الأجساد، لكن الأسماء والروح والمبادئ لا تموت. رحل عبدالحبيب في 22 أكتوبر 1995 في ظروف غامضة بعد مسيرة حافلة بالنضال الصحفي والسياسي، بينما استشهد جيفارا عام 1967 في سبيل مبادئه الثورية. ومع ذلك، يبقى نورهم متوهجًا في ضمائر الأجيال، ملهمًا لكل من يسعى إلى الحق والعدالة والحرية.


سيرة عبدالحبيب سالم مقبل، التي جمعت بين الصحافة الحرة والعمل السياسي النزيه، وسيرة جيفارا الثورية، تعلمنا أن الحرية والمبادئ لا تُقاس بالعمر، بل بالصدق في العمل، والوفاء للقيم الإنسانية، والاستعداد للتضحية في سبيل الحق. إنهما رمزان لكل من يؤمن بأن الكلمة الحرة والقلم الشجاع، أو الفعل الثوري الصادق، قادران على تغيير العالم وصنع الأمل.


عبدالحبيب سالم مقبل وتشي جيفارا، سيبقيان أيقونات خالدين في التاريخ، شمعة لا تنطفئ، ونورًا يضيء دروب الأجيال الباحثة عن الحقيقة، العدالة والكرامة.