الحماسة للدين هي مشاعر ملتهبة تجعل من صاحبها جذوة متوقدة لا تخبو وهي طاقة مستمرة لا بد منها للعمل وللعامل فينبغي لكل شخص أن يصنع شعلته بيده ويوقدها في نفسه وأن يعرف أن وجودها في النفس أصل وتأثيرها على الخارج ثمرة فلذلك الأفضل ألا ننتظر ما يحرك مشاعرنا وحماسنا من الخارج ومن المهم أيضا معرفته أن يكون الحماس متفاوت بحسب القضايا وأهميتها فهناك قضايا ثابتة وأساسية كأركان الإيمان والإسلام وأمهات الفضائل والأخلاق والقيم المشتركة وهناك قضايا ليست ثابتة كقضايا الرأي والسياسة والمصالح الحزبية والمذهبية... وهناك قضايا تافهة فتُعطَى كل قضية ما تستحقه
ومن الحماسة الذاتية ألا يتأثر الشخص سلبا بما حوله من السلبيات وإنما ينبغي أن يكون أكثر اشتعالا في تحقيق خرقا فيما حوله وأن يحدِّثَ نفسه بذلك واسمع إلى روعة ما قاله الشاعر إقبال رحمه الله :
اليوم أُسمِعكَ احتدام مشاعري * وصراخ إيماني وصوت مناي
المستحيل بدا لعيني ممكنا
* سأري الخلائق ما رأت عيناي
ثم أعلم أن الحماس له غاية وهدف فلا يصح أن يخمد في وسط الطريق أو دون الغاية
قال تعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
محمد العاقل
