آخر تحديث :الثلاثاء-28 أكتوبر 2025-01:15ص

الحوثي خطر إرهابي يهدد فكر الأجيال.. واستعادة الدولة ومؤسساتها مطلب شعبي محلي ودولي

الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - الساعة 07:34 م
د. محمد حسن الوقيدي

بقلم: د. محمد حسن الوقيدي
- ارشيف الكاتب


منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في سبتمبر 2014م، واليمن يعيش حالة غير مسبوقة من الانقسام والتراجع في كل المجالات. فهذه الجماعة، التي تتبنى فكرًا طائفيًا متطرفًا مستوردًا من إيران، لم تكتفِ بانقلابها على الدولة ومؤسساتها، بل تجاوزت ذلك إلى تدمير الوعي الجمعي لليمنيين واستهداف فكر الأجيال القادمة عبر التعليم والإعلام والخطاب الديني الموجّه.

لقد حول الحوثيون المدارس والمساجد ووسائل الإعلام إلى أدوات لنشر الفكر السلالي المتطرف، وغرس مفاهيم الكراهية والعنصرية، وتقديس السلالة ورفض الآخر، في محاولة لتغيير الهوية الوطنية لليمنيين وطمس مبادئ الجمهورية والثورة والمواطنة المتساوية. إن هذا التوجه يشكل تهديدًا مباشرًا على وعي الأجيال ومستقبل اليمن، ويزرع بذور الفتنة والانقسام في المجتمع لعقود قادمة.

إلى جانب ذلك، تمارس المليشيا أبشع الانتهاكات بحق المدنيين، من قتل واختطاف وتعذيب وابتزاز ونهب للمال العام والخاص، وفرض إتاوات تحت مسميات مختلفة، حتى باتت مناطق سيطرتها سجنًا كبيرًا يخنق حياة الناس ويقمع حرياتهم.


إن خطر الحوثي لم يعد محليًا فقط، بل أصبح تهديدًا إقليميًا ودوليًا بعد أن امتدت أعماله الإرهابية إلى البحر الأحمر وباب المندب، وهاجم السفن التجارية وناقلات النفط، مما يهدد أمن الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي. كما أن ارتباطه الوثيق بإيران يجعله أداة بيد النظام الإيراني لابتزاز المنطقة وزعزعة استقرارها.


في ظل هذا الواقع الخطير، أصبحت استعادة الدولة ومؤسساتها مطلبًا وطنيًا وشعبيًا محليًا ودوليًا. فعودة الدولة هي المدخل الوحيد لإنهاء الإرهاب الحوثي، وإعادة بناء مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة على أسس وطنية سليمة، وتحقيق العدالة والمساواة، وضمان الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.


اليمنيون اليوم يجمعون على أن لا مستقبل لوطنهم في ظل حكم المليشيا، وأن طريق الخلاص يبدأ باستعادة الجمهورية ومؤسساتها، وبناء جيش وطني موحد يحمي السيادة ويصون الهوية اليمنية الجامعة.


وفي نهاية المطاف، سيبقى الشعب اليمني متمسكًا بحقه في الحرية والدولة والكرامة، وسينتصر على مشروع الإرهاب الحوثي كما انتصر على كل المشاريع الظلامية عبر تاريخه، لأن إرادة الشعوب لا تُقهر، ولأن اليمن سيظل جمهوريًا حرًا رغم كل محاولات الطمس والتزييف.