آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-02:26م

عدن، الكهرباء (صفر )

الإثنين - 20 أكتوبر 2025 - الساعة 04:39 م
فؤاد مرشد

بقلم: فؤاد مرشد
- ارشيف الكاتب


حين تعيش عدن 24 ساعة في الظلام، فهذا يعني ان هناك من قرر اهانة المدينة عمدا، ان هناك من يستمتع برؤية الناس يلهثون وراء مروحة لا تدور، وماء لا يضخ، ودواء يتلف في ثلاجة لا حياة فيها.

حتى الشمس تلك التي أكرمنا الله بها لم تسلم من العبث!

محطة الطاقة الشمسية التي وعدونا بها لا تستطيع أن تعمل إلا بوجود (محطة رئيسية)!

حتى النور في هذه البلاد يحتاج إذنا من الظلام ليعمل!

عدن الان كانها مصباح يتيم في آخر العمر.. اختنق ضوءه رويدا رويدا حتى ابتلعه العتم!

لا توليد، لا امل، لا حياة!

المدينة التي كانت يوما تضيء البحر صارت اليوم تغرق في سواد لا آخر له.

هل تعلمون ما الذي يعنيه أن تطفأ مدينة بكاملها؟

أن تتحول البيوت إلى توابيت من حر واختناق، أن يصحو الاطفال على عرقهم بدل أحلامهم، وأن تغدو الكهرباء حلما مؤجلا في مدينة كانت درًة الجزيزة والخليج!

(صفر توليد)!

هي ليست أزمة كهرباء فحسب بل أزمة كرامة!

يا من بيدكم القرار

هل سمعتم صرخة مدينة مخنوقة؟

هل رأيتم طفلا يبكي من الحر لأن البطارية انتهت؟

أعيدوا الكهرباء إلى عدن..

فقد أصبحت كذلك بلا ماء ولا رواتب ايضا.

اللعنة على كل شيء

فؤاد مرشد