ان ما حدث في شقرة لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل مشين ومخزٍ يتنافى مع كل القيم الإنسانية والأعراف القبلية والأخلاقية
كيف تمتد يد الغدر إلى سيارة إسعاف، وُجدت أصلاً لإنقاذ الأرواح وتخفيف آلام الناس.
إن الاعتداء على سيارة إسعاف هو اعتداء على إنسانية المجتمع بأسره، ودليل على انحدار خطير في الوعي والمسؤولية، ومن المؤسف أن نرى عناصر خارجة على النظام والقانون تعبث بأمن الناس وتروع السائقين، ثم تلوذ بالفرار وكأن شيئاً لم يكن.
إن مثل هذه التصرفات تضرب هيبة الدولة في الصميم، وتفتح الباب أمام الفوضى والتمادي في الأعمال الخارجة عن النظام والقانون، والصمت عن هذه الجرائم ليس حياداً، بل مشاركة في الجرم، وعلى الجهات الأمنية أن تتحرك بسرعة وجدية للقبض على الجناة، وإحالتهم للعدالة، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الناس ومؤسساتهم الخدمية.
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الوقوف صفًّا واحداً ضد هذه التصرفات الرعناء، وإعادة الاعتبار لهيبة القانون واحترام المصلحة العامة، فالأمن مسؤولية الجميع، والتهاون في ردع الخارجين عليه هو بداية الانفلات الكامل.
