آخر تحديث :السبت-25 أكتوبر 2025-06:08م

أي رؤية ستحدد مستقبل الشرق الأوسط؟

الجمعة - 17 أكتوبر 2025 - الساعة 01:12 م
د.باسم المذحجي

بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


د.باسم المذحجي


يومُ عظيم في شرم الشيخ ،ولكن الى أين؟ كيف نفهم نهج ترامب في إدارة التفاوض؟، ثم كيف نتوقع قرارته ونفهم منطقه ،والبداية من كتابه الأول والأشهر عالميًا“فن الصفقة The Art of the Deal”، حيث مُلخص الكتاب، بأن الحياة فرص استثمارية ،واستغلال الأزمات فرص ذهبية ،وأفضل رؤية للنجاح فيها هي تكتيك “الخوف من البديل الأسوأ” ،و المعروف بـ Worst Alternative Leverage يقوم على عرض خيار غير مرغوب فيه لدفع الطرف الآخر لقبول الخيار الأفضل، كخيار التهجير السيء مقابل القبول بصفقةالإعمار الرائعة، وبالتالي مايدور بعقل ترامب هو نهج التفاوضي الهجومي القائم على خلق الأزمات، واستغلال نقاط الضعف لإجبار الآخرين على التنازل. مطلقًا(Never) لا يساوم ترامب من موقع ضعف، بل يدفع خصومه إلى الحافة حتى يفرض شروطه.



لكل ماسبق؛ دعونا نقف بكل ثقة الى جانب المحروسة" أم الدنيا"، وفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بكيف نحصن الأمن القومي العربي، وننجح في إدارة نهج التفاوض الترامبي، بما يخدم المصلحة العربية ،وبالطبع هذا لن يتحقق إلا بإمتلاك العرب نظرة موحدة نحو أمنهم القومي، وقبل ذلك يجب فهم تشخيص ترامب للعرب بأنه قائم على الخطوط العريضةالآتية:-



1)تباين طبيعة الأنظمة السياسية العربية، وتوجهاتها الفكرية، ومدى مشروعيتها.


2)تفاعل الدول العربية مع دول الجوار تركيا ،وإيران، وأثيوبيا ،وإسرائيل الساعيه الى تفكيك النظام الأقليمي العربي ،واستبداله بنظام جديد.


3)مدى نجاح العرب في التفاعل مع العالم من حولنا، وإدارة البيئة الدولية.



وكل ماسبق يدركها ترامب أيما إدراك ،وبالتالي نحن العرب نحتاج الى شحذ الهمم، ورص الصفوف لأجل سد هكذا ثغرات في أمننا القومي، و الخروج باستراتيجية داخلية وخارجية موحدة.



لقد أشار ترامب الى كل مايدور بخلده عن العرب،و بعبارات في منتهى الذكاء ،حيث قال لفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي :"أنا هنا مع صديقي المُقرب، وهو قائد قوي،هو الرئيس والجنرال أيضًا وهو جيد في كليهما"، وقال إن العراق بلد غني بالنفط، وبأن القادة العرب الخليجيين أثرياء ثراء فاحش".





وبمنطق قمة شرم الشيخ، فرؤية العرب هي من ستحدد مستقبل الشرق الأوسط ،إذا وإذا فقط حُققت جملة من الأهداف الذكية التي تُجيد التعامل مع استراتيجية ترامب في ضوء المشاريع الشرق أوسطية وصفقاتها، ونوجزها:



( ! )خُطط أمنية موحدة تضع حد لكل الانفجارات الداخلية داخل الدول العربية ،والتي هي بالمناسبة أكثر من الصراعات بين الدول الأقليمية.



( !! )تعزيز الجوار مع دول الجوار العربي في أسيا، وأفريقيا ،وأوروبا بمايعزز تشاركية المصالح والنظرة الموحدة للأمن القومي العربي، ويعزو ذلك الى أن نظرة ترامب تغيرت عن مفهوم السيادة المطلقة للدول ، بل تغير مفهوم الحدود السياسية ، وأصبح يقترن في بعض الحالات مع الحدود الآمنة للدول فقط.



تعزيز دور الجامعة العربية، وذلك بمايتلائم مع الشرعية الدولية والأمم المتحدة، بل يتوجب أن تكون مستقبلًا قوة دولية تحت أمرة الجامعة العربية لأجل التدخل الوقائي في النقاط الساخنة كالسودان واليمن.



وأخيرًا الاستثمار في مجال الأمن القومي العربي،وذلك بتوطين تقنيات عسكرية متقدمة، بواسطة سياسة علمية متكاملة تُركز على تربية، وتنشئة القيادات العلمية.



باحث استراتيجي يمني