آخر تحديث :السبت-25 أكتوبر 2025-12:37ص

الوفي وافي الصبيحي... قيادي متواضع ورمز في الإنسانية

الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 10:48 م
جلال السويسي

بقلم: جلال السويسي
- ارشيف الكاتب


أخي القارئ، ما كتبته عن القائد وافي الغبس في هذه الأسطر لم يكن كافياً، حيث إن المواقف هي من تصنع الرجال وتلفت انتباهك وتجعل من قلمك يتكلم ويكتب بكل مصداقية لما نلاقيه من جفاء وعدم المبالاة من بعض قياداتنا، مع أن هناك قيادات عسكرية من أمثال التركي، والفريق محمود، والعميد محمود صائل، والعميد السروري، والعميد جعفر الكعلولي، والعميد توفيق الهابون، والشيخ حمدي شكري، والشيخ بشير المضربي، والعميد ماجد عمر، والعميد مجدي مناضل، والقائد عبد الخالق الكعلولي، والقائد عبد الفتاح الأرْبَد، والقائد جلال الكعلولي، والقائد ياسر الصوملي، والقائد أبو بكر الجبولي.

هؤلاء ذكرناهم بما قدموه من أعمال خيرية في قضايا أخرى ومع آخرين، وليس مع من أردنا التحدث عنه، والذي ساعده الغبس والكعلولي، وما قدّموه من أفعال خير وأعمال إنسانية مع آخرين لم تقل أهمية عما قام به القائد وافي الغبس، إلا أن ما قام به الغبس يتميّز مع أحد إخوانه من القيادات العسكرية في الفترة الحالية بمعية بكيل الكعلولي ورامي الصماتي، كونه كان كفزعة صبيحية ونجدة مستغيث تصادفت مع جفاء أحد القادة من أبناء جلدتنا، وهذا ما جعلنا نكتب عن الغبس الإنسان، إنسانية الوفاء والسخاء.


لكننا نبدأ بما سيسطره القلم عن العميد وافي الغبس الذي برز بقوة في الميدان العسكري نتيجة ما حققه من نجاحات وانتصارات ميدانية، سواء كانت إدارية أو فنية أو قتالية، فإنها بمجموعها تُعد من الخطوات الجبارة المشهودة له والتي تميّز بها كغيره من القيادات العسكرية آنفة الذكر التي حققت النجاحات في ميادين الوغى، حيث برز نجمه لامعاً في سماء الوطن، والذي تمثل في البداية عندما استشعر حاجة الوطن له بمعية إخوانه الفدائيين ضد المليشيات الحوثية، فتوشح سلاحه الشخصي جندياً ثم قائداً مقاتلاً، ملبياً نداء الواجب الوطني بكل إخلاص وتفانٍ حتى صار علماً أشهر من نار، ليتم اختياره قائداً متوجاً على رأس هرم لواء عسكري تم تشكيله في مواقع الشرف والبطولة، وفي أهم المناطق الحدودية ليحرس حياض الوطن ما بين جبال حيفان وضواحي وسهول وشعاب طور الباحة.


وفعلاً استطاع أن يبني اللواء فنياً وقتالياً، متسلحاً بالولاء للوطن ومخلصاً لترابه.

وبالرغم من موقعه الأخطر كونه على مرمى حجر من مواقع المليشيات الحوثية، إلا أنه لم يثنه ذلك عما يقدمه من أفعال خيرية مع الكثير من المحتاجين، سواء كانوا مرضى أو دعماً آخر، ناهيك عما حققه من نجاحات نالت إعجاب ورضى القيادات العسكرية العليا التي تميّز بها، والتي تمثلت في حكمته القيادية والإدارية وانتصاراته في الجبهة.

وبشهادة خبراء عسكريين، فإنه جمع بين الصمود والتضحية وفن الإدارة بما يمتلك من خبرات متراكمة في القيادة.


وما أريد أن أصل إليه، وهو لبّ الموضوع، ما رأيناه فيه من تواضع، وما لمسناه خلال زيارتنا إليه في الأسبوع من الشهر الحالي بمعية أحد القيادات العسكرية المشهود لها بالنضال في الساحة الجنوبية، واستقباله لنا الذي كان صورة حسنة عكست لنا تلك الصورة السيئة لأحد الشخصيات القيادية الذي كانت قبلتنا له في الأيام الماضية، والذي لم يكترث بوجودنا في منزله، ولم يرد على رسائلنا، ولم يكلف نفسه بالتسليم علينا بالرغم من قطعنا لمسافات طويلة للوصول إليه، مع أنه كان ممن يُحظى باحترام وتقدير، إلا أنه في ذلك اليوم لا ندري ما سبب تغيره.

ولكن الغبس بتواضعه واستقباله وترحيبه كان قد أخذ من على عاتقنا ما كان في صدورنا من همّ وغلّ وقهر مما لاقيناه من ذلك القائد الذي لم نُرِد التحدث عنه، ولكن للأسف ما زال لم يغادر مخيلتنا.


أما ما نريد أن نتحدث عنه هنا فهو الإنسان الخيّر والقيادي الذي يمتلك صفات فُطر عليها، من كرم وشهامة وإنسانية ووفاء، فصار رمز التواضع ومعلم الخير ورجل الإنسانية، القائد الفذ والبطل العميد وافي الغبس.

لقد قام بفزعة قبلية وأخوية، حيث إن خصاله القبلية لم تنسه القيادة، ولا المنصب أنساه رفقاءه وإخوانه وأبناء جلدته.

وصلنا إلى منزله ومعي أحد القيادات كما أسلفت الحديث عنه مسبقاً دون ذكر اسمه لما أعرفه عنه من عزة نفس، إذ لا يقبل أن يُذكر اسمه في مثل هذه المواقف، وهو رجل تراكمت عليه ديون كان قد استلفها أيام قيادته لإحدى الثكنات العسكرية التابعة للواء المنتسب له، بينما قرار الدمج وما تم عليه من تحولات عسكرية ودمج اللواء مع ألوية من يافع وأبين وتغيير اسم اللواء واسم القائد، جعل مديونية هذا الرجل لا تُعتبر بصفة رسمية، بل استدانها للثكنة العسكرية بصورة شخصية، وبحسب ما تربطه من علاقات جيدة وثقته بقائده السابق، والذي هو الآخر تم تغييره ولم يكن من قوام الدمج الأخير.


وكانت تلك ضربة موجعة لهذا القيادي، ومع مطالبة أصحاب الديون بتسديد الدين، بقي في حيرة من أمره، إلا أنه عندما شرح للغبس مشكلته لم يتوانَ الوفي بالإنسانية وصاحب الضمير الأخوي ولو للحظة، إذ رأيناه وسمعنا توجيهاته للمالية التابعة للواء الرابع حزم بتقديم مبلغ مالي محترم كمساعدة وتعاون ودعم لأخيه، أعطاه بها الأمل.

حيث كنت أنا ومن كان حاضراً بالمجلس قد اهتزت مشاعرنا بهذا الموقف الغبسي الأصيل، فنال إعجابنا واستحساننا، ليس بما قدمه من دعم فقط، بل بما يمتلك من إنسانية وما فيها من خصائص الفزعة والرجولة.

وبهذا العمل الإنساني، وبصراحة، قلنا إن الدنيا بخير بوجود مثل هذا القائد، وافي الغبس.


وإن ما قدمه الغبس من دعم سيضاف إلى ما قدّمه أولئك القادة من أمثال قائد اللواء الخامس مشاة العميد بكيل الكعلولي، الذي هو الآخر قد أبدى استعداده لتقديم مبلغ مالي آخر، ولا ننسى ما وعد به القائد رامي الصماتي، الذي وعد أيضاً بتقديم مبلغ مالي سيسهم في انتشال أخيهم مما وصل إليه بسبب المديونية، وسيخفف عنه مطالبة أصحاب الحقوق بحقهم.


وفي هذا الحيز نأسف لما لاقيناه من جفاء وعدم استقبال من أحد قياداتنا الذي كنا نأمل منه عكس ما وجدناه، بالنظر إلى علاقته الوطيدة مع ذلك القيادي المديون.


ولا نختم كلامنا إلا بخالص التحية والتقدير للوفي بالإنسانية، والمتواضع في قيادته، والجميل في رده للمعروف