بقلم: د محمد حسن الوقيدي
في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، انطلقت شرارة الثورة الخالدة من جبال ردفان الشمّاء، حينما هبَّ الأحرار من أبناء الجنوب اليمني لمواجهة المستعمر البريطاني الذي جثم على صدور أبناء الوطن أكثر من 129 عامًا. كانت تلك اللحظة التاريخية بداية النهاية لعهد الاحتلال وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.
لم تكن ثورة 14 أكتوبر حدثًا عابرًا، بل كانت امتدادًا طبيعيًا لثورة 26 سبتمبر في الشمال، حيث توحّد النضال اليمني ضد الاستبداد والاستعمار في مسيرة واحدة نحو التحرر والوحدة. وبهذا، مثّلت الثورتان جناحين لطائر اليمن الذي حلق عاليًا نحو المجد والسيادة.
قاد الثوار الكفاح المسلح من جبال ردفان إلى عدن، ومن لحج وأبين إلى الضالع وحضرموت، تحت راية واحدة وشعار واحد: "الحرية والاستقلال". وقد قدم أبناء اليمن أروع صور التضحية والفداء، فسالت الدماء الزكية في سبيل أن يعيش الوطن حرًا مستقلاً.
وفي الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، تحقق الحلم الكبير بإعلان الاستقلال الوطني وخروج آخر جندي بريطاني من أرض اليمن، ليُرفع علم الجمهورية عاليًا في سماء عدن. ذلك اليوم الذي أصبح عيدًا خالدًا في ذاكرة كل يمني حر.
إن ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد ذكرى وطنية، بل هي مدرسة في النضال والتضحية والوحدة الوطنية. ومن واجبنا اليوم أن نحافظ على مبادئها وقيمها، وأن نواصل النضال لبناء يمنٍ حرٍ، موحدٍ، آمنٍ، يسوده العدل والمساواة، وينعم فيه أبناؤه بالكرامة والحرية.
المجد والخلود لشهداء ثورة 14 أكتوبر
والنصر لليمن وشعبه العظيم 🇾🇪
أخبار المحافظات
انتهاء عملية الاستلام والتسليم بين مديري شُرط مديريات بيحان وعسيلان والصعيد وجردان في إطار تنظيم العمل ال ...
