في مثل هذا اليوم تحلّ الذكرى الرابعة على استشهاد الأستاذ والشاعر المخضرم أحمد صالح بوصالح (أباهاني)، الذي كان بحق قامة إعلامية وثقافية كبيرة، حمل الكلمة أمانةً وسار بها صدقًا في زمن قلّ فيه الصدق ونُدرت فيه الأصوات الحرة.
لقد ترك الأستاذ أباهاني بصمة لا تُمحى في المشهد الإعلامي والثقافي ، إذ كان مديرًا لمركز الشاعر يسلم بن علي الثقافي بمدينة عتق ، ورئيس تحرير صحيفة شبوة ورئيس تحرير موقع شوران الإلكتروني ، كما شغل منصب المستشار الصحفي لصحيفة صدى بلحاف سابقًا، والسكرتير الصحفي لمحافظ عدن، وزير الدولة، الأستاذ أحمد حامد لملس.
لم يكن أباهاني مجرد إعلامي يؤدي واجبه، بل كان صوتًا صادقًا يحمل هموم الوطن ووجدان شبوة وعدن والجنوب بأسره. كان قلمًا نزيهًا، لا يبيع كلمته، ولا يخون حروفه، حمل رسالته المهنية والإنسانية بكل أمانة وشرف، وكان رمزًا للصدق والثبات في زمن اتسم بالتلون.
في الليلة الظلماء يُفتقد البدر، واليوم نفتقدك يا أباهاني كما يُفتقد النور في العتمة، والصدق في الزيف، والثبات في محيط متغير. كنت البدر الذي أنار دروب الكلمة، وصوت الضمير الذي لم يهدأ يومًا عن قول الحقيقة، مهما اشتدت التحديات.
عرفناك إنسانًا نبيلًا، خلوقًا، محبًا، لا يعرف الحقد، ولا يبخل بالمساعدة، رجلًا بحجم الوطن، وصوتًا بحجم الأمل. تميزت بمواقفك، وحضورك في كل ساحات العمل الإعلامي والثقافي، وكنت نبراسًا لزملائك وقدوة لشباب الصحافة والكلمة الحرة.
كان لي شرف العمل معك في صحيفة شبوة كسكرتير تحرير ، وفي برنامج وطني الحبيب (إذاعة شبوة ) ومشاركتنا في القافلة الثقافية باسم شبوة برئاسة انذاك الأمين العام د/ ناصر باعوم ونائبه مدير عام الثقافة بالمحافظة الأستاذ عبدالرحمن مجور ، في صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004م ، إضافة إلى بعض الأعمال التي جمعتنا في مكتب الثقافة بالمحافظة ، وايضا في المجال الرياضي والشبابي ، حيث جمعتنا أيام الزمن الجميل ، في بيئة احترافية ونبيلة، كنت فيها دائمًا خير الزملاء والصديق الوفي للجميع .
يا من رحلت جسدًا وبقيت فينا روحًا وقيمًا وأثرًا لا يُنسى، نم قرير العين ، فقد كنت وفيًا لوطنك، مخلصًا في مهنتك ، وصادقًا مع نفسك ومع من حولك .
نسأل الله أن يرحمك رحمة الأبرار، ويجعل مثواك الجنة، ويجازيك عن كل حرف كتبته ، وكل كلمة قلتها، وكل موقف شريف وقفته، خير الجزاء.
ولا نقول إلا كما قال الصابرون:
"إنا لله وإنا إليه راجعون".