آخر تحديث :السبت-25 أكتوبر 2025-06:08م

تقدير موقف الشرق الأوسط وتنفيذ خطة ترامب..

الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 01:38 م
د.باسم المذحجي

بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


د.باسم المذحجي


ملف خطة ترامب للوهلة الأولى لو تم دراستها بأفق ضيقة ،فنتيجة التحليل بأن غزة حرب أجندات مفتوحة وملفات مجهولة، لكن لو دققنا أكثر فالملفات واضحة :


1.جائزة نوبل؛

2.ريفيرا الشرق الأوسط؛

3.إنهاء حكم حماس؛

4.تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.



تأسيسًا على ما تقدم، يسعى تقدير الموقف للإجابة عن سؤال: ما فرص نجاح اتفاق السلام بين حماس وإسرائيل الذي بدأ الطرفان على الموافقة العلنية عليه في 10 أكتوبر / تشرين الأول 2025؟


وهذا بدوره يقودونا بدورة نحو ملفات أكثر وضوحًا:



1 الرهائن؛

2.الانسحاب؛

3.الإعمار؛

4.هل تريد حماس أن تخرج منتصرة؟




_دواعي الاتفاق:



يُبرَم اتفاق السلام بين حماس وإسرائيل مدفوعًا بجملة من الأسباب الجوهرية تُمثل تحديات أيضًا، أبرزها:



(*) تصاعُد العنف في غزة.


(*) أزمة الثقة ؛

يهدف الاتفاق المزمع إلى كسر هذه الحلقة المفرغة من غياب الثقة عبر آلية أمنية تهدف لتحقيق السلام بين أطراف الصراع، وفتح الباب أمام بناء الثقة ولو بالحد الأدنى.



(*) الضغوط الدولية ودور الولايات المتحدة الأمريكية:؛

لعبت العاصمة الأمريكية واشنطن دور الوساطة بثقلها بدافع إستراتيجي مزدوج، لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية التي قد تزعزع استقرار الشرق الاوسط ، بجانب رغبتها في حماية مصالحها الاقتصادية مع الدول العربية.



ومع ربط واشنطن السلام بين الطرفين بأن تُسلم غزة الى قوة عربية( مصرية قطرية) مشتركة، وكذلك إطلاق مشروعات استثمارية كبرى بأموال خليجية، حفّز ذلك الأطراف على الدخول في مفاوضات جادة.



(*) المصالح الاقتصادية والتنافس الدولي: لعبت الصين دورًا مهمًا في التوترات الأخيرة بين إسرائيل والجانب الفلسطيني، ومواقفها كانت معلنة بانها ضد العدوان الإسرائيلي المستمر في فلسطين، وتتبنى بكين مواقف مضادة للسياسة الأمريكية خاصة في الدعم غير المحدود من واشنطن لتل أبيب، فساعد الموقف الصيني بشكل مباشر وغير مباشر في تقويض والحد من اليد الطولى للولايات المتحدة الأمريكية في جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود وبالتالي دفع ترامب الى الخروج بهكذا خطة يمارس فيها الصغوط القصوى على تل أبيب بآنهاء الحرب.



(*)دول أخرى تحركت ضد إسرائيل لوقف العدوان ؛لعل أبرزها : روسيا ولندن وأسبانيا وجنوب أفريقيا وتركيا، ولاننسى الدور الفرنسي السعودي وغيرها.



_أبعاد الاتفاق:



يحمل اتفاق السلام أبعادًا استراتيجية متعددة تتجاوز مجرد وقف إطلاق النار، تتمثل في:



يُعد اتفاق السلام نقطة تحول تاريخية في منطقة عانت طويلًا من الحروب والتدخلات الخارجية، لكنه ليس نهاية للصراع، بل بداية لمسار معقد يتطلب شفافية، والتزامًا سياسيًا، وشراكة عادلة في إدارة قطاع غزة، فالمعادلة واضحة: إذا تم احترام السيادة الفلسطينية والإعتراف بالدولة الفلسطينية،وحل "حركةحماس"، وتم إشراك السكان المحليين الفلسطينيين في التنمية، فإن المنطقة قد تدخل أخيرًا مرحلة الاستقرار والازدهار، أما إذا استمرت التجاوزات، فسيبقى هذا الاتفاق مجرد "وثيقة نوايا" أخرى في أرشيف الإدارة الأميريكية.



_في تقديري للموقف لو أردت حماس أن تخرج منتصرة فعليها تسليم الر هائن فورًا، و قبل وصول ترامب الى الشرق الأوسط، وإعلان حل نفسها، وأخيرًا تسليم سلاحها الى القوات المصرية القطرية المشتركة لاحقًا.



أتعلمون لماذا؟ لأنها ستكشف غموض الموقف الأميريكي من ملف الإعتراف بالدولة الفلسطينية بصورة علنية، وسترمي الكرة في ملعب الرئيس الإميركي" ترامب" فإما الإعتراف بالدولة الفلسطينة، أو أنهيار كافة الأبعاد الاستراتيحية التي تطرقنا اليها في تقدير الموقف، والأخيرة لن يسمح" ترامب "بحدوثها وهدم كل مابناه كصانع سلام!



_ختامًا ؛يمكن القول إن مستقبل اتفاق السلام بين حماس وإسرائيل مُحاطٌ بالتحديات والآمال في آنٍ واحد، فنجاح هذا الاتفاق يعتمد بشكل كبير على التنفيذ الفعلي للالتزامات من الطرفين، فضلًا عن قدرة المجتمع الدولي -تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية- على مراقبة ودعم عملية السلام، فبينما تُعد هذه الخطة خطوة إيجابية نحو إنهاء سنتين من الصراع الدامي في فلسطين، وبالتالي لا يزال الطريق إلى السلام محفوفًا بالمخاطر، إذ لا تقتصر الصعوبات على التوترات التاريخية العميقة بين أصحاب الأرض والمحتل، بل تشمل أيضًا المسائل الأمنية المتعلقة بالجيل الحديث من الفلسطينيين والإسرائيليين الذي يرى جميعهم، بأن الأرض هي أرضه طالما تربى وترعرع فيها ،ثم تأتي التأثيرات الإقليمية التي قد تعرقل تنفيذ بنود الاتفاق، لكن يبقى إحياء النسيج الاجتماعي والاقتصادي في فلسطين بمساعدة عربية دولية، اختبارًا حقيقيًا لصدق النوايا الأمريكية في ترجمة الاتفاق من بنود مكتوبة إلى واقع ملموس.



*باحث استراتيجي يمني/ معلومات ووثائق.

ماجستير إدارة مخاطر استراتيجية.

دكتوراه في النوع والتنمية.