آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-04:06م

عن الرابع عشر من أكتوبر نتحدث ..!

الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 11:34 ص
عبدالعزيز شوبه

بقلم: عبدالعزيز شوبه
- ارشيف الكاتب


لم يكن يوم ال14 من أكتوبر عاديًا ، فقد كانت بوصلة التاريخ تشير نحو جنوب اليمن حيث الكرامة والعزة فيه لاتنحني حيث الانفة والشجاعة راسخة في أبناءه كرسوخ جبل شمسان ، يوم الرابع عشر من أكتوبر يوم يسجل في صفحات التاريخ ونموذج للتحرر وكسر القيود



يوم استثنائي قال فيه الثوار كلمتهم "لا للاستبداد والظلم والعبودية" هتفوا بكلمات تسطر بأحرف من ذهب نعم للحرية والكرامة يوم كان فيه السكوت أشبه بالخيانة والذل والخنوع بمثابة عار، بالتحديد من جبال ردفان الأبية خرج الشهيد المناضل راجح غالب لبوزة حاملاً أول شرارة للثورة التحرّرية وانتفاضة شعب لطالما كان توّاق للحرية والكرامة .



رغم الفوارق والإمكانيات الواضحة والتي تصُب في مصلحة الاستعمار البريطاني في المعركة، عكس الفارق والامكانية البسيطة التي يمتلكها الثوار بالرغم من ذلك إلا أنهم خرجوا بأجسادهم الهزيلة وصدورهم العارية حاملين أسلحتهم البدائية بقلوب مؤمنة ومليئة باليقين ليكسروا حاجز الصمت والخوف، لم يتوانوا لحظةً في مجابهة العدو وخوض المعركة، دون دراسة لنقاط الضعف والقوة ولا لحسابات النصر والهزيمة.


خاضوا أقوى الملاحم البطولية والفدائية ، استبسلوا بأرواحهم فداءً للدين والعرض والأرض ، قارعوا أعتى إمبراطورية في العالم والتي لا تغيب عنها الشمس مرغوا أنوفهم في التراب وداسوا بأقدامهم مستعمر كان طامع في أرضٍ ليست له فيها موطئ قدم ، بعد ثورة استمرت أعوام توّج الجنوب بذلك النضال الاكتوبري نصرًا نوفمبريًا .


حريٌّ بنا أن نستلهم من تلك الأحداث العبر و نأخذ منها ما معنى النضال الحقيقي وكيفية المضي بالمشروع التحرري الذي يضمن الحرية والكرامة والعدالة للجميع وكيفية أن تكون صاحب مبدأ ونزاهة وذات سجل ناصع بالبياض .


شيء يدعو للفخر فأجدادنا فعلوا ما لم تستطع أن تفعله جيوش العرب اليوم، لقد كانوا نعم المقاتلين الاشاوس والرجال الصناديد ، لقد كانوا مثال يُحتذى به ونموذج يُدرس على مر العصور ، رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته.