آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-04:06م

عدن.. مدينة فتحت قلبها قبل ذراعيها

الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 11:22 ص
تامر خليفة

بقلم: تامر خليفة
- ارشيف الكاتب


عدن، هذه المدينة العريقة التي جمعت على أرضها مختلف الشعوب والثقافات، كانت ولا تزال مثالًا للتسامح والتمدن والانفتاح، لم يكتب أحد ممن عاش فيها أو مر بها من ديانات وأعراق مختلفة عنها إلا بكل حب وإعجاب، فقد كانت مصدر إلهام وموطنًا للجمال والرقي، وأسهم ساكنوها وزوارها على مر العصور في تطويرها وإثراء مدنيتها.


عرفت عدن بأنها مدينة السلام والعطاء، فتحت ذراعيها وقلبها لكل من قصدها، واستقبلت الهجرات من مختلف المحافظات اليمنية والمناطق العربية، خاصة من الشمال، في فترات زمنية متعددة، فكانت موئلًا للعلم والفن والذوق الرفيع، ومدرسة في الاتيكيت والتمدن، حتى غدت رمزًا للحضارة اليمنية ومصدر فخر لأبنائها ولكل من عاش فيها.


تميز من درس أو عمل في عدن في أي مجال من المجالات، فاكتسب منها روح النظام واحترام الآخر والقدرة على التعايش، وقد أحبها القادمون إليها حتى اختار كثير منهم الإقامة الدائمة فيها، طلبًا للرزق أو رغبة في الأمان والاستقرار، حتى أصبحت عدن بالنسبة لهم وطناً ثانياً يحتضنهم بالمحبة والسلام.


ورغم كل التحديات والصراعات التي مرت بها البلاد، بقيت عدن وفية لقيمها، مدينة للسلام والكرم والتعايش، لم تغلق أبوابها في وجه أحد، بل ظلت حاضنة للجميع دون تفرقة، فعدن لا تستحق إلا المحبة والاحترام، والسلام على ترابها الطيب الذي باركه التاريخ، فهي قلب الجنوب النابض ومهبط الحضارة والإنسانية.


وفي الختام تبقى عدن عنوانًا للمدنية والتنوع، وأهلها مثالًا للتسامح والكرم، ومن الواجب على كل من يذكرها أن ينصفها، ويحسن القول فيها، فهي مدينة لم تعرف إلا الحب، وستظل منارةً لكل من يبحث عن الجمال والأمان والسلام.