آخر تحديث :الأحد-21 ديسمبر 2025-01:11ص

يا مجلس رئاسي وحكومة: أنتم سبب الجلطات والسكتات والانتحارات والمعاناة النفسية

الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 03:39 م
عادل القباص

بقلم: عادل القباص
- ارشيف الكاتب


مرّت أربعة أشهر متتالية، وموظفو الدولة في المحافظات المحررة بلا رواتب، بلا قوتٍ لأطفالهم، بلا علاجٍ لمرضاهم، وبلا بارقة أملٍ تلوح في الأفق. أربعة أشهر من الصمت الرسمي والتجاهل المتعمد، والوعود الفارغة التي تحولت إلى وقود لغضب شعبي مكتوم، يتصاعد يومًا بعد يوم، في بلدٍ أثقلته الحروب والفساد وسوء الإدارة.


ما يحدث ليس مجرد تأخرٍ في دفع الرواتب، بل هو قتل بطيء لمئات الآلاف من الأسر ، وانتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان. كم من موظف أُصيب بجلطة أو سكتة قلبية نتيجة الهمّ والضغط النفسي؟ كم من أبٍ بات عاجزًا عن توفير لقمة عيش لأطفاله؟ كم من أمٍّ تسهر باكية على طفلها المريض لعدم قدرتها على شراء دواء؟ كم من شابٍ فقد الأمل وأقدم على الانتحار هربًا من واقعٍ قاسٍ لا يرحم؟


والأدهى من كل ذلك، صمتٌ رسمي مخزٍ ومريب، وكأن معاناة الناس لا تعنيكم، وكأن الدولة ليست مسؤولة عن رعاياها، وكأن هذا الشعب لم يقدم التضحيات في سبيل استعادة مؤسسات الدولة التي تنكرونه اليوم.


الصمت الذي تعيشونه ليس إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، فلا تختبروا صبر الناس أكثر من ذلك، ولا تراهنوا على أن صوت الجائع سيخفت، فرب دعوة مظلوم تُرفع في ظلمة الليل تُسقط أنظمة وتُبدّل موازين.

"اتقوا دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"

— حديث شريف

"من لا يَرحم لا يُرحم... الراحمون يرحمهم الرحمن"

— رسول الله ﷺ


أين الرحمة ؟ أين المسؤولية ؟ أين الضمير؟


ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء. فهذه الرواتب ليست منة منكم ولا فضلًا، بل هي حقوق مستحقة، وعجزكم عن الوفاء بها لا يبرره شيء، إلا الفشل أو الاستهتار أو كلاهما.


تذكّروا جيدًا: المال يزول، والدعوات تبقى، والميزان يوم القيامة لا يظلم أحدًا.


فليكن في قلوبكم بقية من إنسانية، قبل أن تُقلعوا من جذوركم بدعوة صادقة من قلبٍ موجوع وحسبنا الله ونعم الوكيل .