أيها العابثون بأوتار الكلمة، المتسلقون على جدران الرجولة المستعارة، المتفيهقون على أكتاف العظماء… آن الأوان للرد بحبر قاطع، لا بل بحقيقة مسنونة كسيف، دفاعا عن من لا يحتاج إلى شهادة من أحد، فالموقف وحده يثبت الرجال، والحق وحده يصونهم، والوفاء للكلمة وحده يخلدهم.
كفى هراء، كفى تسلقا على شموخ الجبال، كفى تطاولا على قامة وطنية لم تنحن يوما لأي ريح، ولم تساوم على مبدأ، ولم تبيع شرف الموقف لوجوه الخيانة.
استهداف الفريق الركن محمود الصبيحي ليس إلا محاولة يائسة من أقزام الفكر، وغربان الخراب، وجماعة الإفك التي لا تجيد سوى النعيق في العتمة.
محمود الصبيحي، عنوان البأس النقي، والصدق النادر، والرجولة الصلبة، إذا حضر الشرف العسكري، تلي اسمه، وإذا اقتربت الكرامة، وقف في طليعتها، وإذا نطق التاريخ، أشار إليه بإجلال.
كل من يحاول التشويش على هذه القامات، إنما يكشف عن ضحالته، و يظهر حقده الملتهم له كما تأكله النار للهشيم، أنتم، يا متربصون بالشرفاء، لن تبلغوا من الفريق الصبيحي شعرة، ولن تنالوا من هامة جبلية لا تسقطها زوابع الحقد، ولا تعكر صفوها حملات التشويه الرخيصة.
الفريق الصبيحي رجل صلب، صامت حين يعلو الضجيج، ناطق حين تصمت الأقلام، حاضر حين يغيب المدعون. لم يكن يوما تابعا، ولم يبدل مواقفه كما يبدل الآخرون معاطفهم عند أول منعطف؛ إنه من طينة الرجال الذين إذا وقفوا، استقامت المواقف، وإذا نطقوا، أنصتت الحقائق.
منذ لحظة انخراطه في المؤسسة العسكرية، عرف الولاء لتراب هذا الوطن، وحمل الانتماء في قلبه دون مساومة أو تردد، حتى في أصعب الظروف، كان الفريق الصبيحي منارة للثبات، ولا يهادن، ولا يتراجع.
أما من تربوا على نهجه، فهم امتداد طبيعي لهذا العنفوان، حيث الشجرة الطيبة لا تنبت إلا طيبا. صنعوا لأنفسهم مكانة بالجهد، وبالأخلاق، وبالكفاءة، وهم اليوم، كما الأمس، كتلة من الشرف تمشي على الأرض.
كل محاولة للنيل من الفريق الصبيحي هي اعتراف صريح بمكانته، وكل حملة تشويه ضده ليست سوى نباح من أولئك الذين أعيتهم الرجولة، فراحوا يحاولون طمسها في غيرهم.
سيبقى الفريق محمود الصبيحي رمزا وطنيا، وجدارا عاليا لا تطاله خناجر الحقد، ولا سهام النفاق.
نقولها بملء الصوت، وبكل صرامة اللغة، كفى تطاولا، كفى دناءة، كفى عبثا، فالصبيحي خطوط حمراء.
ومن لا يدرك ذلك، فليعد حساباته؛ التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والشرف لا يباع ولا يشترى.
إلى من يهمه الأمر.. الكرامة لا تنال بالتطاول على الشرفاء، بل تكتسب بالمواقف… فارتقوا إن استطعتم.