آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-02:59م

الحال منصوب ،والوجه منكسِر... وبعض المشاعر لا تُعرب إلا بالسكوت

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - الساعة 10:07 م
فاطمة احمد محمد البحيث

بقلم: فاطمة احمد محمد البحيث
- ارشيف الكاتب


في زوايا الوطن المرهق، تتناثر الحروف قبل أن تكتمل الجمل، وتختنق الكلمات في صدور الناس، كأن اللغة نفسها تعجز عن وصف ما يمرّ به اليمن، الحال هنا منصوبٌ على الوجع، والوجه منكسرٌ تحت ثقل الأيام، وكل ما تبقى من المشاعر صمتٌ عميق لا يُترجم إلا بالدموع..


وطن أنهكه التعب..


اليمن اليوم ليس مجرد جغرافيا على الخريطة، بل قلبٌ مثقلٌ بالآهات...

سنوات من الحرب والضياع جعلت الوجوه شاحبة، والآمال مؤجلة، والأحلام تنتظر ضوءاً لا يأتي... الناس يسيرون في الشوارع بملامح صامتة، لا لأنهم لا يشعرون، بل لأنهم تعبوا من التعب نفسه.


حين يعجز الكلام..


لم تعد اللغة كافية لتصف ما يحدث...

حتى الشعراء صمتوا، والكتّاب ترددوا بين البوح والكتمان، لأن كل كلمة قد تبدو ناقصة أمام هذا الواقع الموجع..


في اليمن، لم يعد الحزن يُكتب بالحبر، بل يُقرأ في نظرات الأطفال، وفي وجوه الأمهات اللاتي يخبئن الدمع بين ثنايا الصبر.

هناك وجع لا يحتاج إلى شرح، ومشاعر لا تُعرب إلا بالسكوت، لأن الصمت أحيانًا أصدق من كل بيان.


الأمل بين الركام..


ومع ذلك، وسط هذا الانكسار، لا يزال هناك خيط من نور يتسلل بين الغيوم،

فاليمن — برغم كل ما مرّ به — لا يزال حيًّا في قلوب أبنائه، نابضًا بالإيمان والعزيمة


كل ابتسامة تصنعها أم لطفلها، كل يد تمتد بالمساعدة، كل شاب يحلم بمستقبل أفضل… هي جملة جديدة تُضاف إلى قصة الصمود، تُكتب بالحال مرفوعًا والوجه مفعماً بالأمل.


خاتمة


قد يكون الحال منصوبًا والوجه منكسرًا، لكن الروح اليمنية لا تُكسر!


فهي تعرف أن بعد كل عاصفة لا بد من صفاء، وبعد كل ليل لا بد من فجر،

ولأن بعض المشاعر لا تُعرب إلا بالسكوت، فإن صمت اليمن اليوم ليس ضعفاً، بل صبرٌ ينتظر أن يُكتب في الغد بصيغة النصر!


✍️ فاطمة أحمد محمد البحيث

6 اكتوبر 2025