آخر تحديث :الأربعاء-22 أكتوبر 2025-02:25م

مستشفى الصداقة أسعار جنونيه لايتحملها المواطن

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - الساعة 11:51 ص
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


لعل ما يحدث في مستشفى الصداقة الحكومي الواقع في منطقة الشيخ عثمان، يبعث على العجب العجاب في ظل غياب الرقابه والتفتيش من وزارة الصحة ، حيث باتت أسعار الخدمة الطبيه التي يقدمها المستشفى أسعار جنونيه ولايتحملها المواطن الموظف ذوي الدخل المحدود الذي لاجله شيد هذا المستشفى وغيره من مستشفيات الحكوميه ،والعديد من المستشفيات الحكومية التى تقدم الرعاية الصحيه والخدمات الطبيه للمواطنين لذوي الدخل المحدود والذين لايملكون الرعاية الصحيه او الضمان صحي ، بينما الحقيقة أن ما يحدث في مستشفى الصداقة و بين فترة وأخرى يزداد من رفع رسوم المعاينه والفحوصات والمختبرات والأشعة باسعار باهضة الثمن ، ربما تماشيا مع موجة الغلاء في الاسعار ومصاحبة السوق ، حيث أصبح يرفع السعر بسبب أو بدون سبب أنما تحسبا لعودة الدولار الى ارتفاعة السابق ، وكأن المستشفى مستشفى أستثماري خاص يقدم خدماته حسب العرض والطلب وليس مستشفى حكومي أنشاء من قبل الحكومه بمنحة مقدمه من الاتحاد السوفيتي سابقا ليقدم الخدمه والرعاية الصحيه مجانا للمواطن .

حيث يعد مستشفى الصداقة الحكومي من أكبر المستشفيات الحكومية ومن أهمها وفيه من جميع التخصصات الطبيه ، الا انه لم يجد الادارة الكفوء التى تستطيع ان تعيد لهذا المستشفى مكانته وقيمته داخل المجتمع ، حيث تعرض المستشفى في خلال سنتين فقط الى تغير ثلاثة مدراء ، وهو أمر يثير الشك والريبه لماذا لم تستقيم فيه أي ادارة واحدة في هذا المستشفى الكبير والضخم هل هو خلل في كيفية أدارة المستشفى او من كثرة تدخلات مكتب الصحة في عمل الادارة ، الجدير بالذكر أن مستشفى الصداقة هو من أكثر المستشفيات من الذين يتحصلوا على الدعم من المنظمات الدوليه وتوفر له كل المستلزمات والاجهزة الطبيه ، ناهيك عن تجهيز أقسام كامله بكل أحتياجاتها الا ان كل أدارة تحاول أن تستثمر في هذا المستشفى الحكومي بدلا من تقديم الرعاية الصحية الواجبه للمواطن الذي لايستطيع الذهاب الى المستشفيات الخاصة .

تفاجئ أبن احد المرضى بأنه مطالب بدفع رسوم باهضة مقابل نقل والده الى غرفة العناية المركزة، وأجرتها في اليوم ثلاثون الف ريال وهو مبلغ يعد كبير جدا بالنسبة له ، حيث قال والدي معلم ولم يستلم راتبه منذوا ثلاثة أشهر ولولا أهل الخير الذين دفعوا لي قيمة الفحوصات والأشعة وبعض الادويه الغاليه ، والأن مطلوب مني أن ادفع عن كل يوم ثلاثون الف ريال لاجل ان يكون في قسم العناية المركزة، هذه حالة واحده من حالات المواطنين الذين يأملون في أن مستشفى الحكومه هو ملاذ الفقراء والمعدمين وذو الدخل المحدود الذين لايستطيعون الذهاب الى المستشفيات الخاصة او العلاج في الخارج ، فضلا أن هذا القسم الذي يسمى قسم الرعايه المركزة هو تم تجهيزه من قبل المنظمات الدوليه بكل أجهزتها ومعداتها حتى رواتب بعض الممرضين والدكاترة فهم يستلموا دعم من المنظمات بالدولار فوق مايستلموه من مرتبات من الدوله .

لاشك أن المستشفيات الحكومية اليوم أضحت تنافس المستشفيات الخاصة الاستثمارية، دون مراعاة أنها مستشفى حكومي جأت لتقدم الرعاية والخدمة الصحيه للمواطن عموما ، حيث تتكفل الحكومه بدعم هذه المستشفيات الحكومية وتوفر الحكومه جزء من نفقاتها الماليه في الموازنة العامه لهذه المستشفيات الحكومية، قد لايكون الدعم المقدم من الحكومه كبيرا ولايكفي أحتياجات المستشفى ، الا انه يوجد دعم أخر من المنظمات الدوليه فهي تساعد وتوفر بعض الاحتياجات الناقصة ، المطلوب أن تكون المستشفيات الحكومية باسعار رمزيه في أستطاعة المواطن الموظف ذوي الدخل المحدود فهي جزء من الرعاية الصحيه التي توفرها الحكومه للمواطن عامة الذي لم يستلم معاشه الشهري منذوا ثلاثة أشهر ، لا ان تتحول هذه المستشفيات الحكومية الى منافسة المستشفيات الخاصة ويذهب المواطن المغلوب على أمره الى الجحيم .