آخر تحديث :الإثنين-27 أكتوبر 2025-12:15ص

الحزب الاشتراكي اليمني .. 47 عامًا من النضال والتضحيات بقلم نجيب الكمالي

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 04:08 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


في الذكرى الـ47 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، يقف اليمنيون إجلالًا واحترامًا لهذا الحزب الذي جسّد على مدار عقود رمز النضال الوطني وروح الحرية والكرامة. فالحزب ليس مجرد كيان سياسي، بل هو قلب الثورة اليمنية وصوت الشعب الرافض للتبعية والفساد وعبادة الأشخاص على حساب المبادئ.


منذ تأسيسه، لعب الحزب دورًا محوريًا في قيادة مسيرة العدالة الاجتماعية والمساواة، وجمع بين المثقفين والفلاحين والطبقات العاملة، محافظًا على قيم الوطنية النبيلة، ليظل حزب الفكر السامي والأهداف النبيلة، والحزب المدني الذي لم يلوث يده في الحروب العبثية.


وكان صيف 1994 أبرز اختبار للحزب، عندما شُنّت الحرب ضده في محاولة لإسكات صوت العدالة والمبادئ الوطنية. ورغم حجم المؤامرات والقوة العسكرية الموجهة ضده، ظل الحزب متماسكًا بمبادئه وأخلاقه، مقدمًا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ومعلنًا انسحابه من الحرب بأقل الخسائر الممكنة، في موقف جسّد عظمة تضحياته وروح المسؤولية تجاه الشعب اليمني.


ومع انقلاب الحوثيين في 2015م وتصاعد الصراعات السياسية، أصبح واضحًا أن الأحزاب الأخرى وجماعة الحوثي هي المسؤولون الرئيسيون عن تفاقم الصراع الذي أدى إلى حالة مأساوية؛ بلاد مقسمة وأبناء يعانون أوضاعًا معيشية صعبة لم تعرفها البلاد من قبل. ومع ذلك، ظل الحزب الاشتراكي اليمني ثابتًا، محافظًا على ثوابته الوطنية، وملتزمًا بالدفاع عن وحدة الوطن وحقوق أبنائه، بعيدًا عن كل أشكال الاستعباد والتبعية.


لقد تحمّل رفاق الحزب على مدى عقود أعباء جسيمة وتضحيات كبيرة، في مواجهة تحديات سياسية وعسكرية واجتماعية، دفاعًا عن العدالة والحرية وكرامة الشعب اليمني. كل خطوة اتخذوها، وكل قرار اتخذوه، كان ينبع من إيمان راسخ بوطن حر ومستقل، يرفل أبناؤه في كرامة وعزة.


على مدار السنوات، أثبت الحزب الاشتراكي اليمني أنه ليس إرثًا تاريخيًا فقط، بل ثورة مستمرة تتجدد في حاضر ومستقبل اليمن، وكان صوت الشعب الدائم ودرع المبادئ الوطنية وركيزة أساسية للحفاظ على الهوية الوطنية في وجه كل التحديات.


ولا يمكن الحديث عن الحزب دون الإشارة إلى إنجازاته العظيمة، التي أسهمت في تحقيق حلم اليمنيين بوطن يحمي الفقراء والكادحين، ويحافظ على الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن التفرقة والفساد، رغم كل القوى المعادية التي حاولت إفشال هذا المشروع الوطني.


بعد 47 عامًا، يظل الحزب الاشتراكي اليمني رمزًا للفخر والاعتزاز الوطني، شعلة أمل لكل اليمنيين، وحصنًا للقيم الوطنية، وركيزة أساسية في بناء وطن عادل ومتقدم. ففي كل خطوة نضالية، وفي كل إنجاز تحقق، يتجلى دوره في تعزيز الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومواصلة مسيرة الإصلاح والبناء الوطني.


في هذه الذكرى، يؤكد الحزب أن مهمته لم تنته بعد، وأن الطريق نحو وطن يسوده العدل والمساواة والكرامة مستمر، وأنه سيبقى دائمًا رمزًا للثورة ومصدر إلهام لكل من يحمل حب اليمن والتزامه بمبادئ النضال الوطني.