آخر تحديث :الإثنين-27 أكتوبر 2025-12:45ص

تعز بين دم افتِهان والمصير المعلق للمدينة

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 05:22 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


استشهاد الأستاذة افتِهان المشهري، مديرة عام صندوق النظافة والتحسين، لم يكن حادثًا عابرًا بل جريمة هزت تعز وكشفت هشاشة الأمن والفوضى التي تهدد المدينة. دمها ودم كل الضحايا الذين سقطوا بلا سبب يجب أن يكون شرارة لا تتوقف، تفرض على السلطة المحلية والأمنية والمجتمع وقفة جدية لمحاسبة القتلة والمتورطين وتفعيل العدالة واستعادة ثقة الناس في المؤسسات والقانون، وإلا ستظل هذه الجرائم تتكرر وتنتهي في المقابر وتترك ذاكرة المدينة مثقلة بالدم والمآتم.


الفرق بين مصير المدينة يستند إلى موقف المجتمع نفسه: هل سيتحول الحزن والغضب إلى مشروع ووعي ومطالبة بالعدالة، أم سيترك كل شيء ينهار تحت ثقل الخوف واليأس؟ هذا السؤال موجَّه إلى الضمير الجمعي للسلطات، الأحزاب، المشايخ والمواطنين أكثر من كونه مجرد تحليل للمستقبل. فالعدالة لمقتل افتِهان وضحايا الانفلات الأمني ليست خيارًا، بل ضرورة لإنقاذ ما تبقى من دولة وحياة وأمل في المدينة.


وبالأخير أقول: سلام على روحك الطاهرة أستاذة افتِهان المشهري، أيّتها الإنسانية النبيلة خلقًا وعطاءً وشجاعة وصدقًا. تركتِ أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفك، وامتدت يدك لعمل الخير، وسخرتِ كل إمكانياتك في خدمة مجتمعك بحب وتفانٍ، تاركة بصماتك في كل مكان مررتِ فيه. وحتى بعد رحيلك، يمتد دمك إلى أيدي الضعفاء الذين سُفك دمهم ظلماً وعدوانًا، ليكون شرارتك قوة تفضح القتلة والمجرمين وتدفع الملفات إلى القضاء، لتتحقق العدالة وتستعيد الدولة والقانون هيبتهما. من هنا مرت #افتهان_المشهري، حتى المكان والزمان يشهد بذلك ويفتقد رحيلك.