آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-07:39م

جثمان الشهيدة افتهان المشهري الوداع الأخير

الثلاثاء - 30 سبتمبر 2025 - الساعة 08:03 م
صخر الخطيب

بقلم: صخر الخطيب
- ارشيف الكاتب


جثمان الشهيدة افتهان المشهري يمثل رمزًا من رموز الكفاح والتضحية في وجه الظلم والطغيان. فقد خاضت هذه المرأة الشجاعة معركة مليئة بالتحديات والأخطار، هدفها الأسمى كان خدمة مدينتها تعز وتطويرها. كانت تسعى لإزالة الفساد وتنظيف شوارع المدينة، وتحقيق الأمان والرخاء لسكانها. لكن، وكما هو حال العديد من الشجعان المدافعين عن الحق، وجدت نفسها هدفًا للطغاة الذين لا يعرفون الرحمة.


تجسد افتهان المشهري إرادة قوية لا تضعف أمام الصعوبات. لم تتردد يومًا في مواجهة التحديات التي ظلت تعيق تقدم مدينتها الغالية. كان حلمها في أن تجعل من تعز مدينة نظيفة ومنارة للأمل، وحرصت على أن تكون قدوة للنساء الشابات في مجتمعاتها. استخدمت منصبها كمدير عام صندوق النظافة كمنصة للتغيير، وشاركت في عدة مبادرات تهدف لتحسين واقع المدينة، وتحفيز سكانها على اتخاذ دور إيجابي في مجتمعاتهم.


إن استشهاد افتهان لم يكن مجرد خسارة شخصية، بل هو حدث مؤلم هزّ كيان المجتمع بأسره. لقد تركت وراءها إرثًا من الشجاعة والعزيمة التي تلهم الآخرين لمواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة. وبموتها، تسرب شعاع الأمل من قلوب الكثيرين، لكن ذكراها ستظل حية تُنير الطريق للآخرين الذين يسعون لمواجهة الطغاة واستعادة حقوقهم.


الوداع الأخير لجثمان الشهيدة أفتهان المشهري هو بمثابة تأبين ليس فقط لشخصها بل لفكرة الكفاح ضد الظلم. يجتمع الناس ليودعوا رمزا في النضال، ليعبّروا عن حزنهم وألمهم لخسارة إنسانة سعت لتكون صوت المدنيين وبذلت حياتها في سبيل ذلك. إن السعي لتحقيق العدالة والتنمية لن يتوقف بعد استشهادها، بل سيسعى الكثيرون لتكملة الرسالة التي حملتها في جعبتها.


إن استشهاد افتهان المشهري لن يكون مجرد حدث عابر، بل هو إعلان استمرار الجهاد ضد قوى الظلام والطغيان. يجب على المجتمع أن يستلهم من روحها القتالية ويدفع بمسيرة التغيير إلى الأمام، متعهدًا بعدم السكوت على الفساد والظلم. وداعًا افتهان المشهري، ستظل ذكراك حيّة في قلوب الأحرار والمقاتلين من أجل حقهم في العيش بكرامة.