جمعتنا الجغرافيا اليمنية وفصلنا الاختلاف كشعبين

عندما حكم أصابح ابين ولحج كانت دولتهم من لحج وعدن والسروين (البيضاء ويافع) إلى الشحر( الساحل الحضرمي حتى ظفار) والتي انتهت في نهاية القرن الثاني الهجري بمقتل الأمير أبو العلاء الاصبحي على يد علي بن الفضل وكأن هذه الدولة اول واضع لحدود دولة جنوب اليمن في العصر الإسلامي*

*لماذا ذهب هؤلاء في دولتهم إلى الشرق البعيد ولم يذهبوا لمناطق تعز والساحل التهامي المجاورة للحج وهي الأقرب!*

*عندما قام عبدالله بن يحيى الكندي الملقب طالب الحق من حضرموت عام 129 هجرية خارجا عن الدولة الاموية تبعه أهل حضرموت وشبوة وأبين ولحج وعدن ويافع والبيضاء دون غيرهم فلماذا هؤلاء فقط من تبعه وقاتل إلى جانبه باستبسال وتضحية وحتى بعد مقتله ظلوا يخوضون المعارك حتى قتل منهم الكثير؟*

*عندما كان أمراء بني معن كانت دولتهم من عدن ولحج إلى الشحر فلماذا اتجهوا شرقا ولم يتجهوا شمالا؟*

*لماذا كان حاكم الشحر يستجيش بأهل ابين وشبوة ولحج في محاربة أمراء تهامة دون غيرهم ؟ولماذا هم يساندوه دون غيره القريبين من أرضهم؟*

*عندما جاء الائمة الزيود لإسقاط سلطنة الرصاص في البيضاء لماذا ساندته سلطتات ومشيخات الجنوب كلها دون غيرها من شوافع الشمال ولماذا لم يساند هؤلاء أهل تعز واب وتهامة للدفاع عنها أو لتحريرها كما فعلوا مع البيضاء واشتراكهم في معاركهم ضد الأئمة والشمال بشكل عام؟*

*لماذا بادر رجال يافع إلى حضرموت بالالاف للدفاع عنها ونصرة لسلطانها الكثيري لإخراج الائمة الزيود والدفاع عنها وهي البعيدة في أقاصي الشرق اليمني ولم يبادروا لمساعدة اب وتعز وتهامة وغيرها وهي المجاورة لارضهم؟*

*حتى لو أخذنا الزمن البائد القديم فكانت ارض ارم من الشحر الى عدن ولم تتجه شمالا وكذلك دولة اوسان التي كانت من عبدان الى عدن وبقية المشرق بين قتبان وحضرموت*

*نعم الجغرافياء اليمنية واحدة ولكن النفوس والطبائع والأرث والعادات والتقاليد اختلفت وكأن هناك خط وهمي لانراه موضوع على الأرض كحد يقسم جغرافية اليمن إلى قسمين لكلا منهما ارثه وتاريخه المنفصل عن الآخر في اغلب الأزمنة*

*نعم كانت اليمن دولة واحدة في فترات زمنية ولكن متى يكون ذلك؟ الجواب يكون عندما تحكمه قوى خارجية أو يسيطر عليه أمراء وملوك قادمون من الشمال اليمني لمد نفوذ دولتهم إلى هذه المنطقة*

*الملك علي بن الفضل جاء من جيشان شمال محافظة الضالع تتبع حاليا اب إلى شرق يافع وأبين واستطاع أن يكسب الفقراء في تلك المناطق عندما لبس ثوب التدين والزهد وكان يأخذ أموال الأغنياء ويقسمها عليهم وأظهر لهم الصلاح فكانوا جيشه الذي كسر بهم كل اليمن كجيش وليس باحثين عن التمدد والملك هناك لذلك عند موته بالسم عادوا وتركوا دولته تنهار لأنهم لايريدون الاستمرار في تلك الأرض وانما كان وقوفهم مع الملك علي بن الفضل لشخصه هو قبل أن يكون ملكا وليس للتمدد وحكم تلك الأرض فقد ناصروه عندما استجار بهم ولم ينهزموا قط بل هزموا كل اليمن وسيطروا على كل مناطقه في فترة زمنية قصيرة كانت مفاجاءة للجميع لذلك لم يجد ملوك وأمراء وائمة الشمال حيلة لاسترداد أرضهم ونفوذهم الا بحيلة وهي ايجاد من يدس السم لعلي بن الفضل فكان ذلك الطبيب الذي جاء من العراق وكان يعمل لدى أمراء صنعاء حيث أدخلوه إلى المذيخرة الذي اتخذها الملك علي بن الفضل عاصمة له متنكرا لكي يتقرب من الملك علي بن الفضل ويسمه فيما بعد عندما ايقنوا أنهم لن يهزموه ومعه رجال يافع وأبين ولحج وبقية مناطق الجنوب*

*هذا هو التاريخ وهذا هو الواقع وان جمعتنا الجغرافياء الواحدة تحت مظلة اليمن فلن يجمعنا مصطلح الدولة ابدا الا باحتلال أو مد وسيطرة الشمال بالقوة*

*وحتى آخر الزمان ذكر رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه أن رجال عدن ابين ينصرون الله ورسوله فلا تلوثوا تربتها بغير ابنائها حقدا وحسدا لعلكم تكونون من ضمنهم فالارض لاتعترف الا بابنائها الحقيقيين مهما سكنها المحتلين والغرباء والدخلاء والاوباش*