آخر تحديث :الإثنين-29 سبتمبر 2025-11:01م

قراءة في خطاب السفير أحمد علي بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 10:50 م
ياسر المسوري

بقلم: ياسر المسوري
- ارشيف الكاتب


بقلم / ياسر غيلان المسوري


في لحظة فارقة من تاريخ اليمن الحديث، جاء خطاب السفير أحمد علي عبدالله صالح بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ليعيد إلى الواجهة مبادئ الجمهورية الخالدة ويؤكد أن سبتمبر وأكتوبر وديسمبر حلقات في سلسلة واحدة من النضال الوطني، هدفها الخلاص من الاستبداد وإقامة دولة عادلة لجميع اليمنيين.


لقد استهل السفير كلمته بالتأكيد على أن ثورة سبتمبر كانت الشرارة التي أزالت عرش الكهنوت الإمامي، وفتحت للشعب آفاق الحرية والمساواة. ولم يكتفِ بالتوقف عند الماضي، بل ربطها بثورة الثاني من ديسمبر، معتبرًا أنها امتداد طبيعي لمسيرة النضال الجمهوري، ومشددًا على أن دماء الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه عارف الزوكا امتداد لدماء شهداء سبتمبر وأكتوبر، جميعهم في خط واحد من أجل الحرية والجمهورية.


الخطاب قدّم صورة دقيقة وتشخيصية لما يعيشه اليمنيون اليوم في ظل سيطرة المليشيات الحوثية: قمع، سلالية، تفجير للمنازل، تعذيب، تجويع وإقصاء، مؤكّدًا أن هذه الممارسات تعكس عقلية أئمة الأمس التي تحاول فرض نفسها من جديد بغطاء "الحق الإلهي". وأرسل السفير رسالة واضحة بأن الصراع مع الحوثيين ليس سياسيًا فحسب، بل هو معركة وجودية بين الجمهورية والكهنوت.


وفي محور بالغ الأهمية، دعا السفير أحمد علي كافة القوى الوطنية إلى تبني مشروع إنقاذ وطني يلم شتات الوطن، ويضع حدًا للانقسامات، ويركز على القواسم المشتركة لبناء دولة تتسع للجميع. هذه الدعوة تمثل رؤية للخروج من حالة التشرذم نحو اصطفاف واسع يعيد للدولة قوتها ومكانتها.


الخطاب لم يخلُ من بعده الإقليمي، إذ وجه السفير تحية خاصة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وسلطنة عمان على مواقفهم المشرفة في دعم الشعب اليمني. واعتبر أن اليمن كان وسيظل جزءًا من محيطه العربي، وعمقًا استراتيجيًا لأمته، ولن ينسى مواقف أشقائه في لحظات المحن.


ورغم تشخيصه للواقع الصعب، بثّ خطاب السفير روح الأمل والثقة في المستقبل، مؤكّدًا أن "الليل الطويل لا بد أن ينجلي"، وأن النصر على المليشيات الحوثية بات قريبًا جدًا، وأن الشعب الذي أسقط عرش الإمامة قبل ستة عقود قادر على إسقاط النسخة الجديدة من الكهنوت.


خلاصة

خطاب السفير أحمد علي عبدالله صالح لم يكن مجرد كلمة في مناسبة وطنية، بل جاء كوثيقة سياسية وخارطة طريق، أعادت التأكيد على أن لا مستقبل لليمن إلا تحت راية الجمهورية، ولا خلاص إلا باصطفاف وطني شامل، وأن النصر قادم بإرادة الشعب وتضحيات أحراره.

لقد منح الخطاب اليمنيين بوصلة واضحة في زمن التشتت، وأعاد إليهم الثقة بأن مشروع الجمهورية سيبقى حيًا، وأن دماء الأحرار لن تذهب سدى.