آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-05:10م

على بساتين لودر والعنبرة والكبيدة

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 03:16 م
احمد مهدي سالم

بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب


.. جمال علعلة كادر شبابي نشط، يبذل طاقات طيبة من العطاء الوهاج لخدمة قطاعات مجتمعه وأهله وناسه.

يشكل بعمله ونشاطه حضورًا طيبًا في المشهد الاجتماعي والإداري لمنطقته، ويتمتع باحترام، ويحظى بعلاقات اجتماعية فاعلة.

منذ تعيينه مديرًا عامًا لمديرية لودر في تاريخ:6/11/2023، وهو يبذل جهودًا كبيرة في تحسين الأوضاع، وحلحلة المصاعب والعراقيل التي كثير منها متوارثة، وتفعيل الخدمات، وتحريك النشاطات بما يسهم في خدمة المواطن، في ظل صراعات وتعقيدات سياسية أملتها وتمليها طبيعة المرحلة السياسية القاسية التي نعيش مما انعكس سلبًا على حياة المواطن والأسر التي انحدر بها مستوى العيش، وعرقلة أنشطة كثير من المرافق والخدمات التي معظمها تدنى أو غاب بل وأوغل في الغياب.

نسخ علاقات قوية مع القوى القبلية والمكونات المجتمعية، وحرص على تقديم خدمات ملموسة يلمسها المواطن، كما تابع المنظمات وسلطات المحافظة في عدة مشاريع منها ما أُنجز في قطاع التربية والتعليم، ومشاريع مياه مثل مشروع أمصرة، ومشاريع طاقة شمسية في لودر وبعض قراها.

كما أولى اهتمامه لكلية لودر وهو واحد من مؤسسيها، وأتذكر أني قبل عقدين تقريبًا أيام كنت أكتب وأطبَّل لمشروع جامعة أبين بعدة مقالات في صحيفة 14أكتوبر قررت الذهاب إلى لودر على حسابي، ووصلت الكلية وتجولت فيها، وأجريت لقاءات مع عمادتها ومسؤوليها وبعض معلميها ومعلماتها والتقطت لهم عدة صور.. أذكر كان من بينهم الأستاذ سالم الجنيدي و الأخ الفقيد سالم أحمد الجنيدي قبل الدكتوراة عميد الكلية، والأخ جمال علعله، ويعمل مسجلًا للكلية، وفي الوقت نفسه هو كان رئيس الموتمر الشعبي العام في المديرية، ولا أعرف حاليًّا أو تحركك وتنقَّل.. أدهشني النشاط الجامعي في كلية لودر، وعلائم العزم والثقة التي كانت تعلو منتسبيها، رغم مجيئي من جعار.. مدينة بعيدة وباجتهاد شخصي وعلى حسابي عدا غداء في مطعم ومعي د.فضلك أحمد ناصر الحامد كان نائبًا للعميد لشؤون الطلاب، والأخ جمال علعله مسجل الكلية.. وروحت أنتقل من سيارة صغيرة إلى قلاب إلى باص حتى وصلت بيتي وكتبت الاستطلاع ونشرته في صحيفة 14 أكتوبر، صفحة كاملة معززًا بالصور.. طبعًا أول لقاء، وأول تصريح لهم.النشر الجميل والسبق أنساني مشقة السفر، وعدم تقدير حافزي، ولو بحق المواصلات.. خلي بالك حتى التصوير والتصفية والتحرك إلى الصحيفة في المعلا.

ومن ذكريات تلك الرحلة إلى كلية لودر وجدت د.هشام محسن السقاف يعمل محاضرًا فيها، ولما شاهدته على غير معرفة سابقة عرفته على طول كوني من متابعي وقراء الأيام التي كنت أول مندوب لها في أبين، وكان ينشر مقالاته الجميلة مرفقة بصورته، فسعد حينما عرف مهمتي وعلم بكوني كاتبًا صحفيًّا، وعلى قول القلقشندي: الكتابة رابطة نسب بين الكاتبين. والعزيز د.هشام محسن السقاف الآن مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة لحج، وكان قبلها مديرًا عامًا لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة ذاتها.

سرح بي الخيال قليلًا سيما والذكريات صدى السنين الحاكي بتعبير أحمد شوقي.

جمال علعلة تدرج في المناصب، وفي كل محطة له حضور طيب.. كان رئيسًا لمؤتمر مديرية لودر، ومسجلًا لكلية لودر، ومن مؤسسيها، وقبل كان وكيلًا لثانوية لودر أيام المرحوم لعور، ثم أول مسجل للكلية، ثم مستشارًا للأخ الفقيد علي محمد فضل مدير عام مكتب التربية والتعليم بأبين، ثم مستشار وزير التربية والتعليم، وهو كادر سياسي نشط.. من مؤسسي المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، ومن مؤسسي الانتقالي في المديرية.

وأنا في ذي اللحظة التي أتعامل فيها بالكلمات.. أفكر بلودر، وأتفاعل مع روعة وجماليات لودر.. أتذكر أبياتً للسلطان الشاعر ناصر محمد جعبل العوذلي التي تستفز المشاعر وتأسرها، يقول:


يقول ناصر محمد نهيد قلبي نهيده

على بساتين لودر والعنبرة والكبيدة

يا ليم دنت غصونك تجناك ظبية وصيدة

غنت بساتين لودر، والزهر موسم عويده

والبعد دحان عني، يا ناس غلطة بعيده

يا ريت الهوي لا عرفني، ولا زقرني بأيده

ياما زقر ناس مثلي وباع طينه وحيده

يا رب الطف وسامح من كثر ظلمه وكيده

يقول ذي حل لودر.. سعيد لودر سعيده

وذي لا يهمه خسارة، ولا يدوَّر لفيده

وأنا على مقربة من ختام هذه المقالة ينداح إلى أذني صوت الرائع محمد محسن عطروش، وأرفع رأسي محملقًا في الشاشة التي يغطيها اخضرار جميل يزيَّنه ويجمَّله صوت عطروش، وهو يغني متغزِّلًا بلودر وأهل لودر:


يا هل لودر سقى الله سلاكم..

كيف حال الحبايب قداكم

تذكروا من بلي في هواكم..

أو نسيتم اللي ما نساكم

الذكريات في المحبة صعيبة...

من يحبه يلاقي حبيبه

وان حرمني زماني لقاكم..

خير لي موت، ولا حب سواكم.

وأختم كم أنتِ جميلة يا لودر؛ فنصفي الآخر الجميل الذي رحل منذ شهرين هو من إحدى قراك، أو مناطقك، وينتمي إليك مولدًا وسكنًا.

وعلى وجود بعض الخدوش في لوحة لودر تظل دومًا جميلة ومتجددة.