آخر تحديث :الإثنين-22 سبتمبر 2025-11:22م

كيف حول حزب الإصلاح تعز من عاصمة للثقافة والسلام إلى مدينة للخوف والفوضى

السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 08:09 ص
حسان عبدالباقي البصيلي

بقلم: حسان عبدالباقي البصيلي
- ارشيف الكاتب


تعز المدينة التي يتمنى كل يمني الإنتماء إليها،تعز المدينة التي أشتهرت بالثقافة والسلام وأصبحت في يوم ماء عاصمة للثفافة والسلام العربي تعز المدينة التي إذا ذُكر السياسيون ذُكرت،وإذا ذُكر الأدب ذُكرت، وإذا ذُكر الفن ذُكرت، وإذا ذُكرالسلام ذُكرت، وإذا ذُكر الإعلام ذُكرت، وإذا ذُكر الشعر والشعراءذُكرت، وإذا ذُكر الحب والتعايش ذُكرت،وإذا ذُكر السلام والثقافة ذُكرت، لكن كيف حوّل حزب الإصلاح هذه المدينة،وأصبحت إذا ذُكر القتل والمأسي ذُكرت،وإذا ذُكرالإجرام والفساد المالي والإداري ذُكرت،وإذا ذُكر اللصوص والمجرمين والمحببين والمحششين ذُكرت،أين شعارات الحزب الدينية! ألا يستطيع الحزب أن يحول هذه الشعارات إلى واقع ويضيف على مكانة هذه المدينة وتاريخها، أم أن الشعارات شيء والعمل على الأرض في تخريب المدينة شيء آخر، هل تآمر حزب الإصلاح على نفسه في هذه المدينة، أم أن واقع تعز الأليم اليوم، يعكس حقيقة حزب الإصلاح وما إنتماءِه للدِّين إلا محاولة لإقناع أتباعه.



ماذا يجري في هذه المدينة المشهورة بالثقافة والسلام؟لماذا تم تسليم هذه المدينة لحزب فشل في إدارتها كل هذه السنوات!لقد قدم حزب الإصلاح نفسه بطريقة سيئة وظهرت حقيقة من يدّعون قدرتهم على حكم اليمن وحولوا مدينة مسالمة إلى مدينة موبوءه بالقتل والإجرام! هل أساء حزب الإصلاح والقائميين على هذه المدينة إلى أنفسهم أولاً؟الجواب !نعم،وهل أساء حزب الإصلاح ومليشياته إلى تاريخ المدينة؟الجواب نعم!ولكن السؤال لماذا لايزالون على هرم السلطة بعد كل الخراب والقتل وإنهيار الخدمات إنها المحاصصة الحزبية والسياسية أو قل فرضهم لأمر الواقع وتشكيلاتهم العسكرية التي هي غير قادرة على إلقاء القبض على عشرات المجرمين والقتلة واللصوص بل وفرت لهم الحماية، إنها نتيجة طبيعية لمن يحكم بالهوى والمصلحة ويقدم الحزب ومصالحة على الشريعة والقانون والدستور وهاهي النتيجة مدينة يُمّحا تاريخها الثقافي والفني والأدبي والسياسي والأعلامي الممتد لقرن كامل، في غضون عشر سنوات تحولت هذه المدينة وتاريخها وحضارتها وأمنها وسلامها إلى دمار وأصبحت من المدن التي تؤي قتلة ومجرمون لاول مرة في تاريخها.



حادثة قتل إفتهان المشهري يوم الخميس الماضي كان عبارة عن تتويج لحالة الفلتان الأمني والخدمي الذي تعيشه المدينة،وإنذار للكل أن لاخطوط حمراء أمام قانون الغاب الذي تفرضه الجماعة، التي تقدم نفسها أنها جماعة دينية تؤمن بالعدل والشريعة والقانون، يالها من سخرية حلت بتاريخ هذه الجماعة! إذ وصل الحال في هذا البلد بتلك الجماعات الذين يقدمون أنفسهم بأسم الدين إلى ماوصل إليه اليوم،لقد أصبحت بعض الاحزاب والجماعات حالها أفضل رغم أنها لاتقدم نفسها بأسم الدِّين، وإن كان أسواى فلا ملامه لهم، لانهم لا يتكلمون بأسم الدين وليس لهم شعارات دينيه، كالحاصل اليوم مع جماعات دينية أساءت للدِّين وقدمته بطريقة وحشة وعكست كل المفاهيم وقيم التسامح التي يدعوا لها ديننا الإسلامي الحنيف.



تعز مدينة التعايش السلمي مدينة الجمهورية لا يستحق أن يحكمها حزب وأحد فقط أين السياسيون!لماذا الصمت وترك أكبر مدينة سُكاناً وأختلافاً ثقافياً حكراً على حزب يسعى إلى تحويل أهلها بين قتيل ومجرم، فهي خليط تظم وتحتضن جميع أبناء اليمن على أختلاف ثقافتهم وإنتماءهم السياسي والفكري،فالحل هو تطهير تعز من هذا الحزب، وحلّ جميع التشكيلات العسكرية وإقالة جميع القائمين على السلطة المحلية إبتداءً من المحافظ إلى مدراء العموم ومدراء أمن المديريات فجميعهم فشلوا في واجباتهم وأساءو لتاريخ المدينة وكل الشرفاء فيها.



المدينة التي أطلق عليها عاصمة الثقافة اليمنية، ورُشّحت كعاصمة للثقافة العربية، تحولت إلى مأوى لعصابات لاتصلح للحكم، فاي مكون سياسي ذات طابع ديني لايصلح لحكم حتى فرد واحد، لاأنهم لا يطبقون القانون إلا على معارضيهم وخصومهم فقط، وهذا ينطبق على كل الاحزاب المؤدلجة دينياً، التي تُوضّف الدِّين لصالح أهدافها ومخططاتها، وتعز هي ضحية إحدى هذه الاحزاب والمسميات التي تعبث بالوطن،فهل سَيُنفّذ حزب الإصلاح القانون على نفسه؟طبعاً لا وهذا أمر مسلم به لدى كل الجماعات التي تدعي الكمال،فكم مطلوب أمني في تعز اليوم؛وكم ناهب للثروات فيها،الكل محمي من قبل حزب الإصلاح أما لأنهم منتمين للحزب نفسه، أو منفذين لسياسته في المدينة، فمن ينقذ تعز من حمام الدم ويعيد إليها السلام المفقود.