/ صالح شائف
تجري هذه الأيام إستعدادات وتحضيرات مكثفة لعقد لقاء تشاوري جديد يتعلق بالأزمة اليمنية؛ ونحن هنا لا نرغب بتكرار ما كنا قد تطرقنا له في التناولات الأخيرة التي كرسناها لهذا الأمر؛ وبالنظر لوصول الأزمة إلى ذروتها في إطار مجلس القيادة الرئاسي؛ وهو ما ينذر بتفككه وتشظي أطرافه في لحظة مهمة وخطيرة؛ لجهة المواجهات المحتملة - وهو أمر غير وارد لدى بعض أطراف الشرعية - مع المليشيات الإنقلابية في صنعاء.
فإن المشاورات المزمع عقدها قريبا في الرياض معنية وبحكم مسؤولية التحالف؛ أن تقف بالضرورة وبشكل جدي حاسم أمام ما وصلت إليه أوضاع البلد الكارثية؛ والتي تنذر بتداعيات خطيرة لعل أقلها إنفلات الأمور وخروجها عن السيطرة؛ وحدوث فوضى عارمة يصعب التغلب عليها؛ وسيدفع ثمنها الجميع.
*تغيير جوهري لمجلس القيادة أو استبداله بصيغة قيادية جديدة*
ولذلك فإن أية محاولات ( للترقيع ) أو الإبقاء على تركيبة مجلس القيادة بتركيبته الحالية دون تعديل وتغيير جدي وجوهري؛ أو حتى وضع صيغة جديدة مختلفة لقيادة ما تبقى من المرحلة الانتقالية المؤقتة؛ فلن يكون ذلك الا هروبا فاضحا وغير مسؤولا من معالجة جذور الأزمة - ولأسباب وغايات مجهولة وغير مبررة - وهذا ما يعني بأن هناك رغبة بإطالة أمد حالة اللا حرب واللا سلم وهو الأمر الذي يضع أكثر من علامة إستفهام كبرى.
وهو ما يجعل المواجهة مع ( الحوثة ) مؤجلة بل ورسالة ترضية وتطمين لحكام صنعاء بأن لا خطر يهددكم؛ وهو ما يعني أيضا الإبقاء على وضع ( الشرعية ) في حالتها الرخوة والمتآكلة؛ وتعميق الحالة القائمة بكل ما تحمله من مخاطر.
*تجاهل معاناة الجنوبيين وقضيتهم ستدفع بهم لخيارات حاسمة*
كما أن تجاهل أسباب وتداعيات فشل مجلس القيادة الرئاسي ومنذ ما بعد تشكيله؛ ودور رئيسه ( العليمي ) المباشر الذي تسبب في الإنقلاب على الشريك الجنوبي؛ وتعميق الأزمة الخانقة التي حولت حياة الجنوبيين إلى جحيم لا يطاق؛ فلن يكون ذلك الا إيذانا بدخول مرحلة أخرى من عدم الإستقرار الذي سيقود إلى الإنهيار الشامل.
وبالمقابل فإن تجاهل قضية شعب الجنوب وجعل الموقف منها غامضا والحل العادل لها مؤجلا؛ إنما يدفع بالجنوبيين مجبرين لإتخاذ الخطوات الضرورية لحماية مشروعهم الوطني؛ والتي من شأنها تعزيز وتأمين مسارهم نحو استعادة دولتهم الوطنية الجنوبية المستقلة.