آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-03:43ص

مشاريع الهيمنة وحاجة المشروع الوطني

الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 04:23 م
احمد سالم فضل

بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


ما يجري في الجنوب اليوم لا يمكن عزله عن سياق أوسع لإعادة هندسة الخريطة الإقليمية. لقد تحولت الأرض الجنوبية بما تمتلكه من موقع استراتيجي وثروات طبيعية وموانئ إلى مركز جذب لمشاريع اقتصادية – أمنية ذات بعد إقليمي، تُدار بعقلية استثمار النفوذ أكثر من احترام السيادة الوطنية.


تُستغل حاجة الجنوب إلى الأمن والخدمات كمدخل لتكريس هذه المشاريع، التي وإن كانت تحمل وعودًا براقة بالتنمية، إلا أنها في حقيقتها تُساق لتثبيت أجندات لا تنسجم مع طموحات الجنوبيين في الاستقلال والسيادة، بل تضعف قدرتهم على التحكم بثرواتهم ومصيرهم.


إن التحدي الجنوبي اليوم لا يقف عند حدود مواجهة "الأدوات المحلية" التي تُستعمل كواجهة تنفيذية، بل يتجاوز ذلك إلى صياغة مشروع وطني بديل، يقوم على حماية الثروة والسيادة، ويؤسس لشراكات عادلة مع الإقليم والعالم، لا لشراكات قائمة على التبعية أو التفريط.


الجنوب بحاجة إلى مشروع يضع مصلحة أبنائه في قلب أي معادلة، ويجعل من استقراره وتنميته خطًا أحمر، لا منصة مفتوحة لتجارب الآخرين أو حقل اختبار لأجندات عابرة للحدود. فالمعركة الحقيقية اليوم هي معركة الوعي والقرار: هل نمتلك الإرادة الكافية لنكون شركاء أندادًا، أم نُترك لواقع يُفرض علينا بحكم العجز والتشتت؟


إن الإجابة تكمن في وحدة الصف الجنوبي حول مشروع جامع، لا يستثني أحدًا، ويحمل رؤية واضحة تحمي الحقوق وتحصّن السيادة، وتعيد رسم العلاقة مع الإقليم والعالم من موقع الندية لا التبعية.